قال رئيس حركة البناء الوطني قيد التأسيس، مصطفى بلمهدي، إن منظومة هجينة سيرت بها الجزائر في المدة الأخيرة زادتها رهقا وعيشة ضنكا، وارجع ذلك إلى حياد السلطة عن بيان أول نوفمبر وعدم الوفاء للشهداء وعدم مراعاة بيان الثورة التحريرية، ناهيك عن ممارسات مشبوهة وتدوير للسلطة بدل التداول عليها، وذكر رئيس الهيئة التأسيسية لحركة البناء الوطني، الذي تم انتخابه رئيسا للحركة أمس، أثناء افتتاح أشغال المؤتمر التأسيسي لهذه الأخيرة بحضور أزيد من سبعمائة مندوب من مختلف ولايات القطر إن الجزائر تعيش حالة قلق واضطراب وترهل السلطة للبقاء في الحكم، واعتبر العمل السياسي مشوها ورهن طموحات الشعب في التقدم الازدهار، وأضاف بلمهدي إن الوضع السلبي الحاصل ناجما عن تراجع الجزائر عن الإصلاحات التي أطلقتها سنة 1989، وأورد أن إصلاحات 2011 السياسية التي تم التعدي عليها من طرف أحزاب الموالاة للسلطة تحتاج إلى مراجعتها، وقال إن تجاوز هذا الاختلال ممكنا إذا أرادت السلطة ذلك، من خلال إطلاق إصلاحات عميقة وشاملة وأخلقة الفعل السياسي، وحسب المتحدث فان التغلب على التهديدات التي تلاحق الجزائر تقتضي إعداد خريطة عمل جماعية تعمل كل الأطراف على صياغتها، وأورد أن بؤر الفساد والمؤامرات تهدد أمننا الوطني القومي، داعيا كل التشكيلات السياسية دون استثناء إلى بناء جدار وطني صلب تكون مرتكزاته المبادئ الإسلامية يؤمن للأمة الجزائرية مشروعها الاجتماعي الحضاري وشدد مصطفى بلمهدي على ضرورة عدم التفريط في الجزائر التي سقاها الشهداء بدمائهم الطاهرة، قائلا في هذا الصدد إننا مدعوون اليوم أكثر من ذي قبل للحفاظ على وطننا وصيانته وعدم التراجع عنه تحت أي مبرر، وطالب الشعب الجزائري بكل فئاته بالتغلب على حالة الوهن والارتباك التي يمر بها في ظل التهديدات والمؤامرات التي تحاك ضد بلده ووحدته والعمل على أبطالها وتخييب أمال القائمين عليها، وقال إن الجزائر في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها تحتاج للحكمة والخبرة والتجربة الهادفة للخروج من الاكراهات الحاصلة في صنع القرارات المصيرية المرتبطة بالسيادة الوطنية والأوضاع بصفة عامة للحياة العامة، وركز رئيس حركة البناء الوطني على الفساد الذي اعتبره من أسباب التوتر والقلق الذي برز في المدة الأخيرة لدى عموم المجتمع، حيث قال إن الفساد قد طغى على البلاد ولم يقتصر على العمل السياسي، إذ دمر الاقتصاد الوطني والسلم الاجتماعي وأزال القيم و الأخلاق والمبادئ وعبد الطريق أمام الانحلال والتفسخ ونهب ثروات وأموال المجموعة الوطنية من قبل جماعات لا تخشى الله، وبرأي رئيس ذات الحركة فان الغرب يناور فقط لربح مصالحه البراغماتية وليس حبا في أبناء الجزائر و يعمل لتحقيق أهدافه المدرجة في أجندته، وهو ما يستوجب على الدولة توخي الحذر من جهة، وتبني ثقافة اقتحام العقبة من خلال رعاية حقوق المواطنين والاستنجاد بهم، ومن هذا المنطلق، استنادا لمصطفى بلمهدي فإن حركة البناء الوطني تتوق للنهوض بالبلاد سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا، لا تحركها المواعيد الانتخابية تعمل بغية وقف الفساد وإنعاش المشهد السياسي وإحداث العدالة الاجتماعية في شتى مجالاتها، وعن قناعة والتزام ستظل علاقة بكل مكونات الساحة السياسية و تعمل على بعث التربية الفردية والوطنية، و تعهد بالعمل على إرجاع الكرامة للشعب وإحداث التنمية وربط أواصر التضامن بين حزبه وأفراد المجتمع والتعاون مع هذا الأخير لإعلاء القيم الوطنية والإسلامية ورط جسور التواصل مع القوى الحية في البلاد لمواجهة التهديدات الشرسة والحملة العدائية التي تتعرّض لها الجزائر. م.بوالوارت