يتواصل الانخفاض المذهل في اسعار السيارات المستعملة في الاسواق الجزائرية الذي بدأ نهاية السنة الفارطة 2012 وبداية السنة الجارية ،التي باشرت فيها العديد من وكلاء بيع السيارات المعتمدة حملات ترويجية واسعة ووضع تخفيضات مغرية على مجموعة من السيارات لمختلف العلامات التجارية من اجل التخلص من مخزون المركبات الحاملة لترقيم السنة الماضية كل نهاية سنة .وهي المنهجية التي تعمل العديد من الوكالات في الجزائر إلا ان هنا الانهيار في السعر تواصل طيلة الاشهر السبع الماضية من السنة الجارية.حيث يلاحظ المتجول في الأسواق الأسبوعية لبيع السيارات خلال هذه الأيام تراجعا قياسيا في أسعار المركبات المستعملة خاصة خلال ايام الشهر الفضيل الذي يكاد بيع وشراء السيارات فيه ينعدم ،حيث قدر تجار السيارات نسبة الانخفاض في الاسواق المحلية على غرار سوق الازدهار بعنابة وسوق عزابة بسكيكدة ....ب 20 بالمئة مقارنة بسعر الشراء من الوكالات ،حيث انخفضت سيارة “رونو كليو كومبيس” الحاملة لترقيم سنة 2012 بمبلغ يتراوح مابين 5 الى 15 مليون،وسيارة “ميغان” الحاملة لترقيم 2012/2010 انخفضت ب 20 مليون سنتيم، وسيارة “بيجو 207” انخفضت ب 10 ملايين سنتيم وغيرها من السيارات الاخرى التي لا يتجاوز سعرها 200 مليون سنتيم ،ناهيك عن السيارات الفخمة التي تمتلكها الطبقة الغنية والتي تكون في مجملها تحمل العلامات التجارية الالمانية فقد عرفت هي كذلك انخفاضا كبيرا في سوق السيارات المستعملة ،ومن أجل الاستفسار أكثر حول الاسباب التي أدت الى هذا الانهيار في اسعار السيارات ،قامت جريدة أخر ساعة بجولة ميدانية لسوق عنابة الاسبوعي اين التقت بمجموعة من التجار الذين يمتهنون بيع وشراء السيارات ،حيث قالو ان تقهقر اسعار السيارات الجديدة المستعملة في السوق يرجع الى كثرة العرض وقلة الطلب مما أثر سلبا في الاسعار،اضافة إلى إتفاق بعض التجار مع الوكلاء المعتمدين لبيع السيارات الجديدة من اجل شراء حصص معتبرة من وكالاتهم والتي تسلم لهم في اوقات وجيزة مع الاستفادة من التخفيضات التي تضعها بعض العلامات التجارية ، ليقوم هؤولاء التجار بإعادة بيعها في الاسواق بأسعار تفوق ثمنها في الوكالات ،مستغلين بذلك عدم انتظار المواطنين الفترة المحددة لاستلام سياراتهم ،وبذلك يحقق هؤولاء هامش ربح معتبر في كل سيارة ،وهو الامر الذي كبد بعض التجار خسائر كبيرة في الآونة الاخيرة نظرا للسقوط الحر والمفاجئ لبعض المركبات ،من جهة أخرى قال بعض العارفين بميدان بيع وشراء السيارات والمستعملة ان أغلب المواطنين أصبحوا يعزفون عن شراء سياراتهم من الاسواق خوفا من الوقوع في سيارات “مخدوعة” أو سيارات “معاودة” ، وعدم تصريح أصحابها بها بما فيها من خداع ،وبالتالي تفادي بعض الزبائن الاسواق وشراء ما يرغبون فيه من الوكالات المعتمدة بالرغم من فارق السعر وطول الانتظار، لكن يضمنون سلامتها، والاستفسار حول الموضوع بالوكيل المعتمد للعلامة التجارية شيفرولي بعنابة اين اوضح لنا ان الازمة المالية العالمية أثرت بشكل مباشر على اسعار السيارات بالجزائر.