حل الوزير الأول عبد المالك سلال صبيحة الخميس بعاصمة الكورنيش جيجل وذلك في زيارة عمل وتفقد سمحت لقائد الأوركسترا الحكومية من الوقوف على واقع التنمية بهذه الولاية الساحلية ومعاينة عدد من المشاريع ذات الطابع الإستراتيجي والتي من المنتظر أن تغير وجه هذه الولاية بعد دخولها حيز الإستغلال وقد كانت أول محطة للوزير الأول بمطار فرحات عباس أين تلقى سلال شروحات حول عملية التوسيع والهيكلة التي استفادت منها هذه المحطة الجوية والتي من شأنها الإرتقاء بها الى مصاف المطارات الدولية سيما بعد اعادة تحديث أرضيتها التي سيشرع في تجديدها بعد أسابيع قليلة ليتنقل الوزير الأول بعدها الى المنطقة الفاصلة بين بلديتي الطاهير والأمير عبد القادر أين عاين محيط السقي الجديد الذي من شأنه انهاء مشكل الري بهذه المنطقة الفلاحية من خلال ريه لما لايقل عن (48) ألف هكتار من الأراضي الزراعية وهو المشروع الذي سيعطي دفعة قوية لقطاع الفلاحة بعاصمة الكورنيش على المديين المتوسط والطويل وهنا أعطى سلال تعليمات صارمة تقضي بتسريع عملية منح عقود الإمتياز للفلاحين وذلك بحضور وزير القطاع الذي كان ضمن الوفد المرافق للوزير الأول والذي ضم كذلك وزارء الداخلية ، السكن ، التشغيل ، المواردالمائية ، الأشغال العمومية والنقل . وكانت ثاني أهم محطة في زيارة الوزير الأول الى جيجل هي تلك التي قادت هذا الأخير الى ميناء جن جن العالمي أين تلقى سلال تقريرا مفصلا من قبل مدير الميناء حول الأشغال الكبرى التي استفاد منها هذا الأخير وفي مقدمتها مشروع حماية حوض الميناء من التموجات البحرية وهو المشروع الذي بلغت به الأشغال نحو (67) بالمائة في انتظار انطلاق المشروع الثاني المتمثل في نهائي الحاويات الذي أسند الى شركة «دايو الكورية» والذي سيكلف غلافا ماليا بقيمة (400) مليون دولار وهنا ألح الوزير على ضرورة التسريع في مدة انجاز هذه الأشغال وتخفيض مدة التسليم من (30) الى (24) شهرا مؤكدا بالمناسبة بأن ميناء جن جن أضحى رهانا أساسيا ليس للجواجلة فقط وانما للجزائريين ككل وأن يطمح لرؤية هذا الميناء يحتل المرتبة الأولى في حوض البحر الأبيض المتوسط على اعتبار أن هذه المكانة هي أقل ماتستحقه هذه المؤسسة البحرية التي ستلعب دور ا هاما مستقبلا في انعاش التجارة الأورو افريقية . وكان للضاحية الشرقية من ولاية جيجل حظها من زيارة الوزير الأول الذي توقف مطولا عند مشروع تحويل مياه سد بوسيابة بالميلية نحو سد بني هارون وكذا مشروع تزويد بلديات الجهة الشرقية من الولاية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من السد الأول والذي من شأنه أن ينهي أزمة العطش بهذه البلديات ليلتحق بعدها سلال بالجهة الغربية من عاصمة الكورنيش أين عاين مشروع فلاحي نموذجي بمنطقة أولاد بوالنار ثم محطة الضخ والمعالجة بمنطقة كيسير التي تضمن تزويد سكان عاصمة الولاية بالمياه الصالحة للشرب ، لينتقل بعدها سلال في آخر محطة له بالضاحية الغربية من الولاية الى المدينة السكنية الجديدة بتيميزار (بلدية العوانة) أين وقف على المشاريع السكنية الجاري انجازها بهذه المنطقة التي ستحل محل المدينة القديمة للعوانة وهنا وجه سلال انتقادات لاذعة للقائمين على هذا المشروع بخصوص التمييز الصارخ في تحديد الأماكن المخصصة للسكنات الإجتماعية وتلك التابعة للخواص ملحا على ضرورة اعتماد أسلوب المساواة بين كل الأطراف حتى لايشعر المواطن البسيط بالغبن والتمييز . وعاد سلال الى المحطة الأهم في هذه الزيارة وهي بلدية قاوس أين أعطى اشارة انطلاق مابات يسمى في جيجل بمشروع القرن أو بالأحرى الطريق السيار الذي سيربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق غرب والذي خصص له غلافا ماليا يقارب (5,2) مليار دولار وهنا ألح سلال على أن هذا المشروع سيكون بمثابة النقلة النوعية لولاية بحجم جيجل وأن تجسيده سيفتح آفاق واعدة للتنمية الإقتصادية بهذه الولاية وذلك في ظل النمو الكبير الذي يعرفه ميناء جن جن والذي جعل من الحاجة الى هذا المنفذ البري أكثر من ضرورة. وكانت آخر محطة لرئيس الحكومة هي تلك التي قادته الى دار الثقافة أين عاين بعض المشاريع النموذجية التي مولتها مختلف وكالات التشغيل قبل أن يعقد سلال لقاء موسعا مع أعضاء المجتمع المدني بقاعة المحاضرات بالحي الإداري أين فتح المجال أمام مواطني الولاية وكذا ممثلي الجمعيات لطرح مختلف الأسئلة المباشرة والتي تمحورت حول التشغيل والسكن وكذا الصحة وهي الأسئلة التي عقب عليها الوزير الأول باجابات متفائلة شملت اعلان الحكومة عن منح غلاف مالي اضافي لعاصمة الكورنيش برسم الميزانية التكميلية وهو الغلاف الذي قدر بقرابة (30) مليار دينار وذلك بغرض تجسيد العديد من المشاريع الإجتماعية والإقتصادية التي ينتظر أن تساهم في تسريع وتيرة التنمية بهذه الولاية الساحلية .