عاد الهدوء أمس الى مدينة الميلية (ولاية جيجل) وذلك بعد اليوم الأسود الذي عاشته أول أمس الأحد و حيث شلت فيه المدينةبكاملها بسبب موجة الإحتجاجات التي اندلعت بها والتي أدت الى غلق معظم المرافق العمومية ناهيك عن قطع أغلب الطرقات والشوارع الرئيسية بهذه الأخيرة . ورغم محاولة العشرات من السكان المنحدرين من بعض الأحياء الجانبية للمدينة اعادة سيناريو الإحتجاجات أمس من خلال غلق المرافق الرسمية وكذا بعض الشوارع الا أن هذه المحاولة أجهضت بفعل تدخل بعض العقلاء وكذا أعيان المجتمع المدني بهذه المناطق والذين نجحوا في تهدئة المحتجين وثنيهم عن قرار مواصلة غلق المرافق العمومية والشوارع الرئيسية بعد حالة الشلل التي تسببت فيها احتجاجات يوم الأحد غير أن كل هذا لم ينزع فتيل الغضب بشكل نهائي وسط سكان الأحياء المتضررة من غياب التهيئة وكذا النظافة وهما الملفان الرئيسيان اللذان كانا وراء احتجاجات الأحد الأسود . وفي سياق متصل بالإحتجاجات التي عاشتها مدينة الميلية يوم الأحد علمت “آخر ساعة” من مصادرها الخاصة بأن والي ولاية جيجل الذي كان يقضي عطلته السنوية قد تلقى تقرير ا عن فحوى هذه الإحتجاجات وكذا أسبابها عن طريق مقربين منه وهو ماجعله يأمر بتشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات حول المشاكل الإجتماعية التي دفعت بسكان الميلية الى الخروج الى الشوارع وغلق المرافق الرسمية وكذا الطرقات وأن الوالي علي بدريسي قد أمر بموافاته السريعة بنتائج التحقيقات المذكورة قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية ومن ثمة الحيلولة دون تكرار هذه الأحداث التي وضعت السلم الإجتماعي بثالث مدينة بعاصمة الكورنيش على كف عفريت بل وجعلت هذه المدينة تعيش على مايشبه برميل بارود بامكانه الإنفجار في أية لحظة وذلك في غياب تنمية حقيقية بها ناهيك عن انتشار الفساد بأغلب دواليبها وهو ماأجج غضب السكان الذين لم يلمسوا أي شيء من وراء الأغلفة المالية الكبيرة التي تم صرفها على مختلف المشاريع التي استفادت منها مدينتهم الى درجة أنهم لم يعودوا يجدون حتى طريق يسيرون فيه دون أن تحاصرهم أكوام الأتربة والأوحال وكذا الحفر التي يستحيل عبورها حتى بالجرارات الفلاحية .