عرفت مدينة الشريعة الواقعة على مسافة 45 كلم غرب عاصمة الولاية تبسة نهار أمس، موجة من الاحتجاجات العارمة واسعة النطاق وهذا تزامنا مع اقتراب زيارة الوزير الأول لولاية تبسة، بحيث أقدم العديد من المواطنين القاطنين بالمدينة على غلق مخارج المدينة الأربعة غربا وشرقا، شمالا وجنوبا، كما قاموا بغلق المسالك والطرق الفرعية التي تربط مختلف أحياء ووسط المدينة مستعملين في ذلك الحجارة والمتاريس مع إضرام النيران في العجلات المطاطية ما أدى إلى شلل تام في حركة السير كما تسبب الدخان المتصاعد في ضيق التنفس لدى أهالي المدينة ، وحسب الزيارة الميدانية التي وقفت عليها ‘'آخر ساعة” فإن الاحتجاجات التي شكلّت منعرجا خطيرا بالنسبة للسلطات المحلية بالولاية، جاءت تنديدا من سكان المنطقة على الأوضاع المزرية التي تشهدها البلدية و كذا جملة المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها لانعدام ضروريات العيش الكريم الأمر الذي دفعهم إلى لخروج إلى الشارع مانعين حركة سير المركبات بداية من الساعة 08.00 صباحا ، حيث قاموا بغلق الطرق الرئيسية الرابطة بين الشريعة و تبسة ، خنشلة ، الضلعة وثليجان. إلى ذلك أقدم المحتجون على غلق الطرق الداخلية المؤدية إلى أحياء مدينة الشريعة والتي من بينهما حي العربي التبسي، حي الجديد، حي ناجي، بن باديس إلى جانب وسط المدينة، والسبب الرئيسي لاندلاع شرارة الاحتجاج حسب تصريحات المحتجين هو توقف أشغال التهيئة المبرمجة لإعادة تعبيد وتهيئة مسالك وطرقات أحياء ووسط المدينة والانشغال بإعادة تعبيد طريق ريفية خصصّت من أجل عبور الوفد الوزاري المرتقب حلوله خلال الأيام القادمة، هذا الطريق يجنّب الدخول إلى وسط المدينة باعتباره سيكون بمثابة طريق اجتنابي حتى لا يتسنى للوزير الوقوف على معاناة السكان لسنوات طويلة التي زادت تدهورا نتيجة الإهمال ووضع حد للحالة الكارثية التي آلت إليها إحدى أهم واكبر بلديات الولاية بكثافة سكانية تتجاوز 120الف نسمة ، بعد أن انهارت البنية التحتية للمدينة في غياب التهيئة الحضرية واعتماد سياسة الترقيع واللامبالاة في مختلف المشاريع الإنمائية بالمدينة إلى جانب مشاكل أخرى وعلى رأسها تخبطهم منذ مدة في أزمة العطش، ولأنهم لم يجدوا آذانا صاغية من المنتخبين بالمجلس الشعبي البلدي فهم يطالبون الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته المرتقبة على جملة من المشاريع بالولاية، بالتدخل العاجل والوقوف على جملة المشاكل التي أثقلت كاهلهم منذ عدة سنوات، وإلى حد كتابة هذه الأسطر فإن المحتجين رفضوا مقابلة رئيس بلدية الشريعة وكذا رئيس الدائرة اللذين نزلا إلى الميدان لمحاورة المحتجين، وبحسب ما علمته آخر ساعة فإن نظرة المحتجين تكمن في أن المنتخبين الحاليين لهم يد في انجاز ذاك الطريق حتى يتجنب الوزير رؤية وسط المدينة وأحيائها المتعفنّة. الحمزة سفيان