كسر الرئيس الأسبق للجمهورية السيد اليامين زروال جدار الصمت وواجب التحفظ الذي التزم به منذ مغادرته قصر المرادية بتوجيه رسالة إلى الشعب الجزائري تحوز آخر ساعة على نسخة منها ، للإدلاء برأيه حول أحداث الساحة السياسية ونظرته حول عدة قضايا على رأسها كيف ينظر إلى مستقبل البلاد . وقد اختار الرئيس اليامين زروال هذا التاريخ في البيان المؤرخ باليوم الذي من المفترض أن تصدر فيه أي يوم الخميس 20 مارس 2014 واعتبر تاريخ الاستحقاقات هو مفصلي بالنسبة لتاريخ الأمة لما تكتسيه هذه العملية من أهمية بالغة معتبرا إياها تشريفا وتكليفا في الوقت نفسه لمن سيحق له أن يلعب هذا الدور واعتبرها مسؤولية ثقيلة وحساسة ( وهو سيد العارفين بها ) جسدية ومعنوية في الوقت ذاته وهي التي يجب أن تتوفر في صاحبها مجموعة من الشروط و المنصوص عليها في الدستور وكذا تضبطها مجموعة من القواعد الأخلاقية التي تحتمها الإجراءات البروتوكولية التي تخص ممارسة هذا المنصب . وحسب زروال فإن هذه الاستحقاقات يجب أن تكون محاطة بمجموعة من الشروط الموضعية والشفافية والحرية التي يجب أن ترافقها ، وما سيعطيها مصداقية أكبر على الصعيد الدولي وعليه فإن المشاركة الفعالة للمنتخبين ستضفي عليها شرعية أكبر ستسقط على مؤسسات الدولة . زروال لم يخرق واجب التحفظ وكان متابعا لكل الأحداث مدركا حجم مسؤوليته الجسيمة التي تقلدها في وقت ليس بالبعيد في ظرف صعب جدا ، بدا اليمين زروال مدركا لمكانته لدى الجزائريين مؤكدا على أنه لم يحاول التدخل في الحقل السياسي متمسكا بأنه هو من منع نفسه بما يمليه عليه ضميره وأخلاقه الجمهورية . وهو ما لم يمنعه من أن يكون متابعا لنبض المجتمع الجزائري ومراقبتها باهتمام بالغ وكبير تطور الأحداث على الساحة الوطنية . واعتبر الرئيس الأسبق أن بعضا من الأحداث والتصريحات الغريبة وغير العادية عشية الانتخابات هي التي وضعته أمام ضرورة التدخل أخلاقيا للتعبير عن رأيه ومقاسمته لأحاسيسه ومخاوفه على أبناء شعبه. الجزائر خرجت من محنتها بفضل الله وكل القوى الوطنية اعتبر الرئيس زروال الأحداث التي تهز الساحة الوطنية توجب على كل جزائري غيور على استقلال بلده أن يحكم ضميره ويتذكر التضحيات الجليلة التي رافقت مصير الجزائر وأنه بالأمس القريب فقط دفعت الجزائر قسطا غاليا في إحدى أحلك فترات تاريخها والتي تمكنت من الخروج منها بفضل الله والقوى الوطنية والحية للأمة التي دافعت بكل شجاعة عن الجمهورية في إشارة واضحة وصريحة لمن يرفع مقولة أن الأمن التي تنعم به البلاد اليوم هو ثمرة عمل فردي فإن الرئيس زروال وبحكمته المعهودة وكلامه الثاقب البصيرة حاول أن يضع الأمور في نصابها الحقيقي مع واجب الذاكرة الذي يجب أن يكون المنبع الحقيقي لمضي الجزائريين في بناء مستقبلهم . مثمنا في الوقت نفسه دور المؤسسة العسكرية وقوات الأمن جامعة في الخروج من المأسات الوطنية رغم شراسة الهجمات التي كانت تتعرض إليها هذه الجهات . الجيش يتعرض لحملة لإضعافه فتحت الأبواب على كل الأخطار وتأسف زروال وهو الذي كان لواء سابقا في الجيش الشعبي الوطني عن الحملة الشرسة والمؤسسة التي تعرضت لها مؤسسة الجيش والتي كانت تهدف إلى إضعاف في وقت حساس فاتحة الأبواب على كل الأخطار التي تتربص بالجزائر . مؤكدا على أن هذه المؤسسة لديها الكفاءة اللازمة لتجاوز هذه المحنة بفضل رجالاتها وكفاءاتهم ووطنيتهم التي يخدمون بها الوطن . وعن تماسك ووحدة هذه المؤسسة يقول زروال وهو العارف بخباياها أنها ساهمت في دعم استقرار وأمن البلاد بمساعدة كل القوى الوطنية وأنها ستظل مجندة دوما في هذا الكفاح الحيوي بأنها تدرك جيدا لأنها تمثل الدرع الواقي والقادر على ردع أي محاولات تصبو إلى المساس بالجزائر . زروال يدعو كل الفاعلين في الحياة الوطنية إلى الانتباه وعن الاستحقاقات الرئاسية يقول أن ما يحدث في الساحة السياسية عشية هذه الانتخابات يستدعي أن تشد انتباه كل الفاعلين في الحياة الوطنية وأن لا تحمل موضع ألامبالاة حتى لا تخدم مصالح من يملكون نوايا خفية لا تخدم بالضرورة المنفعة العامة والحيوية للجزائر وهو انتقاد لاذع بكلمات ملفوفة بعناية عن رئيس عرف عنه أنه قليل الكلام كثير الحكمة . الحراك الوطني هو طموح شرعي للمساهمة في بناء نظام وطني جديد واعتبر اليامين زروال أن الحراك الوطني والغليان الذي تعرفه الساحة السياسية الوطنية لا يملك بين تناياه صور طموح مشروع لا تحركه إلا دوافع المساهمة في بناء وتشييد نظام وطني جديد تحت ظل مبادئ بيان أول نوفمبر بالتماشي مع المعايير العالمية وبالحفاظ على قيمنا الخاصة . محذرا أولئك الذين يعتقدون أن إحتياطي الصرف الذي تملكه الجزائر كاف لوحده لتجاوز هذه المرحلة وأن تقديم إحصاءات رقمية للرأي لن يعيد الثقة المفقودة بين السلطة والشعب تعديل في دستور 2008 مس مكتسب التداول على السلطة وعن تعديل الدستور في 2008 وخاصة في المادة 74 والمتعلق بتسقيف العهدة إلى عهدتين قد مس النقلة النوعية التي يتطلبها التداول على السلطة و حرم بذلك مسار إعادة البناء الوطني من مكتسبات جديدة مسار الديمقراطية إلى من يشك في عبقرية الشعب الجزائري إنه يفرق بين المهم وغير المهم ويقول زروال في بيانه أنه يدعو كل المشككين في عبقرية الشعب الجزائري بأن هذا الأخير يعرف كيف يفرق بين ما هو مهم وماهو شكلي أن هذا الشعب يعرف كيف يمنح صبره التاريخي في خدمة قضية وطنية ،مذكرا بأن الديمقراطيات الكبرى علمتنا بأنها دولة قوية عبر التاريخ هي من تملك قوى مضادة قوية ومعارضة قوية وأن مبدأ الشفافية في الإدارة والشؤون العامة وأموال الشعب هو تعهد للحاكمية المثالية وهو الذي يسمح بمحاربة الرشوة زروال يدعو الجزائريين إلى الانتخاب والإدارة إلى إحترام إرادته اعتبر اليامين زروال أن الانتخابات هي الطريقة الدستورية الأمثل والسلمية للتعبير عن رأيه وكذاك أنها واجب وطني للتعبير عن رأيه وأنها ستكون قيمة مضافة لشرعية المؤسسات التي ستستمد قوتها من الشعب وأن على الدولة أن توفر أحسن الظروف لنزاهتها وبهذه الطريقة تترسخ الثقة بين المواطن وسلطته وتتجذر الممارسة الديمقراطية العهدة المقبلة هي الفرصة الأخيرة بالنسبة لليامين زروال فإن العهدة المقبلة أيا كانت نتائجها نحو التغيير أو بالإبقاء على مرشح السلطة ، فإنها ستكون الفرصة الأخيرة لما اسماه بعهدة الفرصة الأخيرة ، والواجب انتهازها لوضع الجزائر على مسار التحول الحقيقي والتغيير . و بأن كل المؤشرات الموضوعية التي تدعونا تحت إطار الإستعجالية وبطريقة سلمية وهادئة إلى اشراك جميع الجزائريين من أجل إعادة التجديد الوطني وأنه لا يجب أن نعتقد بأن حجم التصور الوطني لا يمكنه أن يأتي من شخص واحد أو حزب واحد بل أن يشارك فيه جميع الجزائريين بمختلف حساسياتهم . الانتخابات المقبلة فرصة كبرى للتغيير وبناء مستقبل الجزائر ومن كل ما تقدم اعتبر زروال الاستحقاقات المقبلة على أنها يجب أن تدخل في إطار تصور وطني وأن تكون فرصة حقيقية إذا ما اجتمعت فيها شروط وإجماع وطني حول تصور مشترك لمستقبل الجزائر ، بين كل الفاعلين في الحياة السياسية الجزائرية وأن العهدة المقبلة يجب أن تكون عهدة انتقالية وأن تكون مرحلة أولى فعلية في انطلاقة نوعية إلى تجديد الجزائر يتطابق مع أجيال ما بعد الثورة والإستقلال بالتوافق مع التحديات الكبرى للعالم ويقول زروال حان الوقت لأن نعطي الجزائر الجمهورية التي يجب أن تستحقها من شعبها ونخبتها العالمة على كل المواطنين أن يخرجوا بطريقة سلمية لآداء واجبهم الوطني واختيار الأفضل والذي يمثلهم وأن يكون استحقاق 17 أفريل المقبل فرصة لانتقال ديمقراطي حقيقي يمكن الجزائر من استغلال ثروتها والذهاب إلى المستقبل ويكون استحقاق 17 أفريل فرصة الشعب الجزائري لرفع التحدي مثلما فعل ذلك على مر التاريخ سبتي فؤاد