شدد إعلان شرم الشيخ الذي خرج به قادة دول حركة عدم الانحياز،أول أمس، على ضرورة التعاون المكثف بين الدول النامية والمتقدمة بهدف تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية، كما أكدوا استمرارهم في دعم الحق الأساسي وغير القابل للتصرف لجميع الشعوب في تقرير مصيرها بكل حرية، بما فيها كافة الأراضي التي لا تتمتع بالحكم الذاتي والأراضي الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي أو السيطرة الاستعمارية أو الأجنبية. اختتمت بعد ظهر، أول أمس، أشغال القمة ال 15 لدول حركة عدم الانحياز التي انعقدت بشرم الشيخ بمصر، وكان إعلان شرم الشيخ الذي تضمن شقين أحدهما اجتماعي واقتصادي، والآخر سياسي، قد اعتمد أيضا وثيقة خاصة بالأزمة المالية العالمية جاء فيها تأكيد القادة المشاركين على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بالدفاع عن أهداف ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، وأن يتجه إلى فرض التعاون المكثف بين كافة الدول المتقدمة والنامية لتجاوز هذه الأزمة، كما انتقدت الوثيقة بشدة إجراءات الأحادية التي تفرضها بعض الدول المتقدمة فيما يتعلق بالإصلاحات المنشودة عالميا، وعدم تعاونها بشكل كاف مع الدول النامية مشددة على ضرورة مشاركة هذه الأخيرة بشكل فعلي في عملية صنع القرار على المستوى الدولي. وقد ركز الشق السياسي للإعلان على استمرار دول الحركة في دعم حق كافة الشعوب المحتلة في تقرير مصيرها، بهدف إبقاء هذا الحق مشروعا وأساسيا بالنسبة للشعوب الخاضعة للاحتلال الأجنبي والسيطرة الاستعمارية أو الأجنبية، وهذا لضمان الاحترام العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وفي هذا الصدد ركز قادة دول عدم الانحياز على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للبقاء عاصمتها القدسالشرقية، إلى جانب التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه للاجئي فلسطين على أساس القرارات الأممية، مجددين دعم الحركة للتعامل مع قضايا حقوق الإنسان على أساس نهج تعاوني ومتوازن يقوم على الحوار واحترام تنوع المجتمعات والثقافات والأديان وتجنب الانتقائية وازدواجية المعايير. كما خصص الإعلان أيضا مساحة لموضوع نزع السلاح والأمن الدولي المطلق والمتكافئ للجميع مؤكدا الاستمرار في تعزيز نزع السلاح الطريق باعتباره الطريق الوحيد لإقامة عالم خال من الأسلحة النووية مؤكدا الحق غير القابل للتصرف لكافة الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وفي نفس السياق، شدد الإعلان على أهمية استعادة التوازن داخل أجهزة الأممالمتحدة مع إعادة ترسيخ سلطة الجمعية العامة، والإصلاح السريع لمجلس الأمن من خلال توسيعه وتحسين أساليب آدائه بشكل يسمح بأخذ أراء جميع الدول الأعضاء في هذه الهيئة الدولية. وتضمن البيان الختامي لقمة حركة عدم الانحياز وثائق أخرى منها مشروع الإعلان الخاص بالرئيس السابق نيلسون مانديلا الذي تقدمت به جنوب أفريقيا المتضمن الاحتفال بعيد ميلاده يوم 18جويلية واعتباره يوما عالميا، إلى جانب إقرار الطلب الذي تقدمت به كوبا لرفع الحصار الاقتصادي الأميركي عنها وبيان آخر خاص بفلسطين وخطة عمل الحركة لثلاث سنوات القادمة. كما تم تحديد موعد القمة ال 16 للحركة التي ستستضيفها إيران في عام 2012 ،إلى جانب تبني عرض الفيليبين باستضافة اجتماع وزاري حول حوار الأديان بمانيلا في ديسمبر 2009، كما رحب قادة حركة عدم الانحياز بمقترح قطر باستضافة الاجتماع الوزاري الثالث للحركة في قطر حول تعزيز دور المرأة في عام 2010.