حلم ظل يراودها منذ نعومة آظافرها، تمكنت أخيرا من تحقيقه ، بعد أن وجدت في زوجها الدعم ، فكان عيد ميلاد ابنها و حلول شهر رمضان موعدين مباركين لأحسن بداية ..مطعم ليس كبقية المطاعم ، ولعل أهم مايميزه عنها هو كونه عائلي بمعنى الكلمة يراعي خصوصيات الأسرة الجزائرية ، ويرقى بمستوى الخدمة المقدمة مع ضمان الراحة بعيدا عن أجواء الضغوطات النفسية التي تلاحق المواطن أينما حلّ، والأجمل هو تخصيص يوم السبت لشريحة النساء، حيث يقدم الخدمات طاقم نسوي مائة بالمائة.. هكذا فتح مطعم le petit prince بحيدرة أبوابه منذ اليوم الأول من رمضان بجلسات عائلية حميمية وسط ديكور مميز معبق بعطر تقاليد السهرات الرمضانية ، يحضر فيها البغرير ، الرفيس والمسفوف .. المرأة نصف المجتمع حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها والتغافل عنها لأي سبب كان، والأخذ بيد المرأة ودعمها وتوفير متطلبات النجاح لها، واجب على الجميع كأفراد ومؤسسات، و الحديث عن انجازاتها ينبغي أن يعكس حالة متقدمة من العطاء والتميز والنجاح، في مجالات الحياة المختلفة بشكل عام، وبما يتلاءم مع خصوصيتها وطبيعتها الدافئة الرقيقة .. أجواء عائلية وسط ديكور جميل بهذا الكلام أرادت »منىثاوريرث« زوجة جنان التعبير عن إمكانيات المرأة وقدرتها على التميز والنجاح ، هي سيدة ، أم للطفل »أمير «وهو في في عامه الأول ٫ في ال 31 ، درست في تخصص المالية الذي أهلها لتشغل منصب هام في مؤسسة عمومية لسنوات أين كانت مسؤولة على التهيئة الإشهارية ، وشاءت الأقدار أن تفقد جنينها الأول في الشهر الأخير من الحمل بعد انتظار لمدة 4 سنوات ، لكن كما تقول أنا مؤمنة أن الله أعطى والله أخذ ولا راد لقضائه، ورزقت منى بحمل ثاني أدخل البهجة إلى قلبها هي وزوجها، فقررت أن تهتم بابنها بنفسها، حيث طلبت من مسؤولي المؤسسة عطلة لمدة سنة ، لكن طلبها قوبل بالرفض بحجة أنها تشغل منصب حساس لايسمح لها بالتوقف عن العمل، حينها قررت أن تقدم استقالتها وتتفرغ لرعاية ابنها »أمير« بتشجيع من زوجها الذي كان أكثر اصرارا منها أن تبتعد عن كل الضغوطات النفسية وتحقق حلمها الذي لازمها مثل الظل . تقول» منى« أن الفكرة قد تولدت منذ سنوات، صارت أمرا واقعا أملته رغبتها في ممارسة هوايتها المتمثلة في فن الطبخ والاعتماد على نفسها دون اللجوء إلى المشاريع ذات الصلة بالشغل والدعم ، وقد مكنتها مساعدة زوجها على كراء محل وترميمه وتزيينه، حرصت على الإشراف بنفسها على الديكور، مع الأخذ برأي زوجها في اختيار ألوان الطلاء بعناية فائقة، بشكل يشعر الداخل إلى المطعم بالراحة النفسية والهدوء والراحة، كل شيء في المطعم تم تصميمه بعناية فائقة، فلا مجال للإعتباطية أو العشوائية، حتى التحف الفنية التي تزين أرجاءه تم اقتناؤها من محلات بيع التحف القديمة. وعلى الرغم من حداثة المحل ، إلا أن بوادر النجاح بدأت تلوح، والفضل كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى تقول »منى« يرجع بالدرجة الأولى إلى زوجي، الذي تصدق عليه المقولة التي أرددها دائما »وراء كل امرأة حققت طموحاتها رجل عظيم« ، هو الذي ساندني ووقف إلى جانبي وأصر على مساعدتي وتحقيق ذاتي، وسعى من أجل أن أتذوق طعم النجاح وكذلك فعلت عائلة زوجي ، التي لم تبخل علي بالنصيحة ومد يد العون في كل شيء - تضيف- دون أن أنسى فضل والدي اللذان علماني أصول الحياة وأن الدين المعاملة والعمل عبادة و كيفية إتقان العمل وضرورة التحلي بالضمير المهني في أي عمل أمارسه وتقوى الله سبحانه وتعالى ووقوف إلى جانبها شقيقتها وصديقة عمرها. يوم خاص بالنساء مع مراعاة خصوصياتهن المطعم يقع بحي حيدرة ، في شارع هادئ ، أضفى على المكان رونقا خاصا، يشعر الداخل اليه بالحميمية ، حرصت صاحبته »منى جنان « أن يكون متميزا في كل شيء عن بقية المطاعم المنتشرة هنا وهناك بكل أحياء العاصمة، وتحقيق مقولة » الزبون ملك «، ابتداء من توفير شروط النظافة إلى الخدمة المتميزة ، فالأواني التي يتناول فيها الزبون طعامه مصنوعة من الفخار الأجود، ناهيك عن تنوع الأطباق التي لا يدخل في إعدادها أي منتوج مجمد خاصة فيما يتعلق باللحوم . ويسهر على العناية بالزبائن طاقم خدمة خبير وتخصص، حرصت منى في اختيارها على الاختبار البسيكولوجي ، ورغم أن المطعم لاتتجاوز مساحته 120 متر مربع ، إلا أنه يمثل في أهدافه نقلة نوعية في عالم المطاعم في الجزائر، وهذا ما سيميزه عن غيره، فزيادة على نوعية الخدمات، يمكن للزبائن تذوق أشهى الأطباق عبر العالم، خاصة فيما يتعلق بتلك التي يتم اعدادها خلال عطلة نهاية الاسبوع ، ليلتي الخميس والجمعة ، فمباشرة بعد العيد يتم الانطلاق في هذا البرنامج ، حيث سيكون الأسبوع الأول مع الطبخ العاصمي مائة بالمائة، من المقبلات مرورا بالآطباق الرئيسية الى الحلويات ، مرفوقا بنشاطات فنية عاصمية ، وخلال نهاية الأسبوع الموالي يكون الموعد مع الطبخ السطايفي وكل مناطق الوطن ، فالمكسيكي والايطالي وغيرها بلمسة جزائرية ، مرفوقا بنشاط فني يميز المنطقة، لذا تقول منى أن زبائن يوم الخميس سوف يتم انتقاءهم حتى تتمكن العائلات من الاستمتاع بسهرات متميزة بكل راحة، فيما سيكون طيلة يوم السبت من نصيب النساء، حيث سيقدم لهن الخدمات طاقم نسوي مائة بالمائة، وبإمكانهن الاستمتاع بأجواء حميمية يراعي خصوصياتهن ، في وسط ملائم لاثارة قضاياهن ذات الطابع الاجتماعي والعائلي كما لم تغفل صاحبة هذا المشروع أن تولي شريحة الأطفال اهتماما خاصا، حيث استعانت بخدمات خبيرة في التغذية، لتختار الأطباق الصحية ، مع التفنن في تقديمها بشكل يجلب اهتمام الطفل ، مع تخصيص مساحة خاصة داخل المطعم للعب . بالنسبة ل»منى جنان« فٌإن ما يهم ليس كسب المال في أقرب الآجال، بل الاستثمار على المدى البعيد ، أي أن يحقق المشروع أهدافه بالنجاح في كسب ثقة الزبائن ويكون له زبائنه من العائلات والارتقاء حقا بالخدمة ، ثم يمكن الحديث عن الأرباح –تقول-. ومنذ بداية السهرات الرمضانية ، فتح le petit prince بابه أمام العائلات لتمضية أوقات ممتعة إلى السحور، في ديكور رمضاني مميز، يحضر فيها المسفوف ، الرفيس ، البغرير والحلويات التقليدية بأنواعها المختلفة، مرفقا بنشاطات فنية متميزة، أسعدت كل من تردد على المطعم . سهرات رمضانية مميزة تحيي زمن »القعدات الزينة« حسب منى فإنه لا نصادف كل يوم مطعم ، يمكننا تناول وجبة فيه دون التشكيك في طبيعة اللحوم وشروط النطافة، خاصة ما يتعلق بالمطبخ والغرفة الخلفية للمطعم، التي كثيرا ما تكون بعيدة كل البعد عن الشروط الصحية، وأكثر من ذلك بل هي بؤرة للجراثيم والميكروبات المتراكمة، حتى ولو حدث وتوفرت شروط النظافة بالمطعم، أو قاعة الشاي، تجد نفسك مضطر لطلب أي شيْ ، كل نصف ساعة ، حيث يفاجأك النادل بالوقوف أمامك ليذكرك بضرورة استهلاك أي شيء وعدم الاكتفاء بطلب واحد طيلة مدة مكوثك بقاعة الشاي أو المطعم، وحتى وإن سلمت من ملاحقات النادل وحملقته في وجهك مطالبا إياك بالاستهلاك، إن أردت المكوث لمدة أطول، فإنك تتفاجئ بزبائن ملّوا من الوقوف وهم ينتظرون أن يتكرم عليهم أحد الذين سعفهم الحظ في إيجاد مكان في المطعم وتناول وجبتهم، لتجد نفسك مضطرا لمغادرة المكان لترك الطاولة للآخرين ، ولا وجود لمثل هذه الممارسات بمطعمle petit prince ، حيث لن يقتصر الأمر على تناول الوجبة بل التجديد واختبار أشياء غير معتادة في الحياة ، التي يطغى اليوم عليها الروتين والملل . وكل ما تسعى إليه هو أن يصبح المطعم ملتقى للعائلات ولكل محبي الجلسات الهادئة المميزة، كما أن وقوع المطعم في حي حيدرة لا يعني أن زبائنه سيكونون من طبقة معينة من العائلات الميسورة الحال، بل أن أسعار الخدمات معقولة في متناول فئات مختلفة من المجتمع ، فبالنسبة ل»منى جنان« فٌإن ما يهم أن يحقق المشروع أهدافه بالنجاح في كسب ثقة االمترددين عليه ويكون له زبائنه من العائلات والارتقاء بالخدمة حقا .