توقع الأمين العام لحركة الإصلاح، حملاوي عكوشي، أن يفشل الوزير الأوّل الجديد، عبد المالك سلال، في مواجهة المشاكل المتراكمة على الجبهة الاجتماعية خصوصا، معتبرا أن تعيين الحكومة الجديدة »جاء متأخرا«، وذكر أن الشعب هو من دفع ثمن هذا التأخر بسبب ما وصفه »الصائفة الجهنمية« التي ميّزها انقطاع الكهرباء وتزايد الحرائق وندرة في المواد الأوّلية. تفادى الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني التورط في فخ التعليق على قرار وزير التجارة والقيادي في حركة مجتمع السلم، مصطفى بن بادة، البقاء في الحكومة حتى لا يواجه المتاعب مع شريكه في تكتل »الجزائر الخضراء«، حركة مجتمع السلم، مثلما حصل قبل أسابيع في قضية حزب الوزير عمر غول، وظهر أنه استوعب الدرس عندما اكتفى بالتعليق: »هذا الموضوع يجب أن تسألوا عنه قيادة حمس«. وقد خصّص حملاوي عكوشي الندوة الصحفية التي عقدها أمس بالمقر الوطني للحركة ببلكور للحديث حصريا عن الحكومة الجديدة التي قال إنها جاءت متأخرة »بعد خراب البصرة«، ليُضيف معاتبا: »لو جاءت هذه الحكومة بعد التشريعيات لكان لنا موقف آخر لكنها، للأسف، أتت بعد صائفة جهنمية بسبب موجة الحرائق وانقطاع الكهرباء والخسائر التي نجمت عنها، وكذا إثر ندرة الماء والمواد الأوّلية وسقوط ضحايا نتيجة الفيضانات«. وتابع المتحدّث أن »الحكومة الحقيقية التي نريدها ليس بعد كل هذا النوم، لكن هي في استباق حلّ المشاكل قبل حدوثها«، وبرأيه فإن »غياب الحكومة خلال الأشهر الأربعة الفارطة دفع الشعب ثمنه غاليا«، وزاد على ذلك موقفا متشائما مفاده أن »سلال لن يحلّ المعضلات المطروحة مهما كانت نيته حسنة لأن الأمور ليست سهلة على الإطلاق«، وسجّل هذا الموقف بعد أن أعاب عدم اختيار حزب الأغلبية لتزلي زمام رئاسة الجهاز التنفيذي »وهذا دليل على أن نتائج التشريعيات الماضية كانت مزورة لصالح حزبي السلطة«. وبعد أن قدّر أن حكومة عبد المالك سلال »تتسم بشيء الغرابة«، تساءل حملاوي عكوشي: »لا يتصوّر عاقل أن حزبي السلطة )الأفلان والأرندي( لا يغضبون عندما يُهمّشون؟«، ثم أعقبه بسؤال آخر: »كيف يقبل حزب الأغلبية أن يحكم فيه تكنوقراطي ويُجري مشاورات لتشكيل حكومته؟«، ليستخلص أن »الحكومة الجديدة جاءت فقط لخدمة نفسها وإيهام الرأي العام بإشرافها على إجراءات انتخابات محلية نزيهة ولإيهامه أيضا بأن هناك وجوها جديدة جاءت«، ثم واصل: »أتوقع عدم تعاون حزبي السلطة انتقاما لتهميشهما«. وعادة مرة أخرى للتأكيد بان من أسباب تأخر تشكيل الجهاز التنفيذي لمدة أربعة أشهر هو أن »السلطة لم تجد إسلاميين يمنحون لها المصداقية«، نافيا أن تكون حركة الإصلاح قد تلقت عرضا للاستوزار »وحتى وإن عُرض علينا فلن نقبل. فنحن حركة لا تبيع ولا تشتري«، مثلما أشار إلى أن الوجوه المحسوبة عن تكتل »الجزائر الخضراء« والذين التحقوا بحزب عمر غول »لن نسامحهم لأنهم خانوا العهد الذي قطعوه بالتوقيع على ميثاق.. من ليس له ذمة ولا عهد فرحيله أحسن بالنسبة لنا«. ومن جهة أخرى نفى أمين عام حركة الإصلاح الوطني وجود أية خلافات داخل تكتل »الجزائر الخضراء«، وأعلن أن الدخول في الانتخابات المحلية سيكون لا محالة بقوائم مشتركة رغم تحفظات قيادات في »حمس«، وذكر في ختام لقائه مع الصحفيين إلى أن »التكتل ما زال وسوف يبقى ومن قال غير ذلك فهذا غير صحيح.. فالإسلاميون استعصوا على النظام«.