من المنتظر أن تُعلن حركة الإصلاح الوطني عن موقفها النهائي من المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة خلال اجتماع لمجلسها الشوري الوطني الجمعة المقبل، ولو أن أمينها العام ترك الانطباع بأن حزبه سيشارك لسببين اثنين حصرهما في »رفع المعاناة عن هذا الشعب« وكذا »حتى لا نبقى متفرّجين«، منتقدا في المقابل »الصمت الرسمي« حيال الفيلم المسيء للرسول الكريم »ص«. اعتبر الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، أنه ليست هناك »مؤشرات إيجابية« تؤكد بأن الانتخابات المحلية ستختلف كثيرا عما شهدته التشريعيات الفارطة، وجزم في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر الحزب بالعاصمة أنه »ليس هناك ما يُطمئن بأن السلطة ستتراجع عن نية التزوير يوم 29 نوفمبر«، وقد فُهم من كلامه بأنه توطئة نحو إعلان المقاطعة لموعد الخريف المقبل لكن المعني سرعان ما تدارك بالتوضيح أن هذا الأمر سابق لأوانه. واعترف عكوشي في مداخلة استمرّت ساعة من الزمن أنه وأحزاب تكتل »الجزائر الخضراء« متخوّفون من تكرار نفس سيناريو انتخابات 10 ماي 2012 بعد حوالي أكثر من شهرين من الآن، ولذلك كشف عن حالة من التردّد تسود الحركة بشأن الانتخابات المحلية »وعموما فإن مجلس الشورى الوطني سيفصل في هذا الأمر خلال اجتماعه المقرّر الجمعة المقبل«. وأضاف: »لو نقرّر المشاركة فسيكون ذلك لسبب واحد وهو رفع المعاناة عن هذا الشعب وسيكون لدينا أحسن من يُدافع عن مصالحه على مستوى البلديات«. وبعدها أورد المتحدّث عاملا ثانيا قد يدفع بحزبه نحو التخلي عن خيار المقاطعة وهو »اتخاذ البلديات منابر لمراقبة كل ما يحدث من فساد ونهب للمال العام، فعندما ندخل في السباق سيكون ذلك حتى لا نبقى متفرّجين«. وفي تقديره فإن الوزير الأوّل عبد المالك سلال لن ينجح في مهمة تنظيم »انتخابات نزيهة وشفافة«، مجدّدا موقفه المتعلق ب »شلل المؤسسات الحكومية لمدة أربعة أشهر«. وأكثر من ذلك أعاب حملاوي عكوشي على خليفة أحمد أويحيى أنه »دشّن عهدته بقطع أرزاق الناس دون أن يجد البديل«، في إشارة منه إلى قرار وزارة الداخلية إزالة كل الأسواق الفوضوية، كما عاود توجيه أصابع الاتهام إلى وزارة الشؤون الخارجية بسبب ما وصفه ب »فشلها« في التعامل مع قضية الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي وأيضا على خلفية »غياب موقف رسمي من الفيلم المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم«، ووصل به الموقف إلى حد المطالبة بطرد السفير الأمريكي في الجزائر »نقول له أنت غير مرغوب فيك«. إلى ذلك رفض عكوشي تبريرات الغرب بأن الفيلم المسيء »يدخل في إطار حرية التعبير«، وردّ على ذلك بالقول: »هذه ليست حرية تعبير وإنما اعتداء وسبّ لأفضل إنسان خلقه الله على وجه الأرض ونحن ندين بشدة هذه الهجمة الشرسة«، متهما الحكومات الغربية والكنيسة ب »العداوة للإسلام«، مثلما أدان »إدانة كبرى« الحكام العرب على صمتهم حيال ما جرى بمن فيها السلطات الجزائرية »رئيس الجمهورية لم يتكلم، والوزير الأوّل لم يتكلم، ووزير الشؤون الخارجية الفاشل لم يتكلم بعد أن أدان قتل السفير الأمريكي في ليبيا ولم يُشر إلى الفيلم«. وتساءل بعدها عن الأسباب التي تدفع السلطات نحو منع تنظيم مسيرات من أجل نصرة الرسول، صلى الله عليه وسلّم، مستغربا من التبريرات المقدّمة على أنها »منع للفوضى«.