رجح الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور ساحل مخلوف، تسوية الأزمة في شمال مالي عبر القنوات السياسية السلمية، موضحا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سترمي بكل ثقلها في مجلس الأمن من أجل منع أي تدخل عسكري، مشير على أن التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن أي تدخل مباشر في شمال مالي هي ما دفعت واشنطن لتأييد الموقف الجزائري. أكد الدكتور ساحل مخلوف سلسلة أن الطابع المعقد للوضع شمال مالي والتداعيات الخطيرة والكثيرة الناجمة عن أي عمل عسكري أو تدخل مباشر هو الذي دفع بالموقف الأمريكي أن يكون مؤيدا للموقف الجزائري الذي يدعو لتسوية سياسية وسلمية للمعضلة المالية وهو ما يؤكد صواب الموقف الجزائري الذي دعا منذ بداية الأزمة شمال مالي إلى حل سياسي مستديم عبر إعادة بناء منطق دولي شامل يأخذ بعين الاعتبار المطالب الاقتصادية والاجتماعية المعبّر عنها شمال مالي وعبر تقديم مساعدة عسكرية لإعادة بناء الجيش المالي حتى يتمكن من مواجهة مختلف الأخطار التي يعاني منها لا سيما بعد التقاطع الذي أصبح واضحا بين الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود. وفي أعقاب زيارة القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) الجنرال كارتر هام للجزائر وتصريحاته التي أكد فيها أن الولاياتالمتحدة لن تتدخل عسكريا في شمال مالي، قدم الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في حوار لجريدة »الرياض« السعودية قراءة للوضع الدولي أشار فيها »أن الوضع في شمال مالي ذاهب نحو تسوية سياسية سلمية وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية سترمي بكل ثقلها في مجلس الأمن من أجل منع أي تدخل عسكري مثلما تدعو إليه فرنسا«. وفي ظل التجاذب الفرنسي الأمريكي الحاصل حول ملف الوضع في مالي يعتقد المحلل أن الحل السياسي والسلمي هو الأمثل للمنطقة برمتها لأن التدخل العسكري اثبت في أكثر من موضع في العالم عدم جدواه ونجاعته وأحسن الأمثلة على ذلك كما يقول ما حدث في الصومال والعراق وليبيا وأفغانسان وهي أمثلة تؤكد أن التدخل العسكري لم يكن يوما إيجابيا ولم يقم يوما على منطق البناء بل كان منطقه الخراب والدمار دوما. وتابع الدكتور ساحل يقول ضمن تحليله للوضع »أن التباين بين الموقف الفرنسي والأمريكي بخصوص حلّ الأزمة شمال مالي قد يثير حوله نقاشا كبيرا في مجلس الأمن لأن كل من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن وبالنسبة له فإن الاختلافات الإستراتيجية الفرنسية الأمريكية لا يمكن فصلها عن التنافسية الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية فواشنطن تسعى إلى التغلغل أكثر في المنطقة لتوسيع النفوذ والهيمنة على مصادر الثروة بالقارة الإفريقية ومن جهتها تسعى فرنسا إلى الحفاظ على نفوذها في القارة الإفريقية كمستعمر قديم وهو ما يظهر التأثير الكبير الذي تمارسه حاليا على دول غرب إفريقيا.