دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول الصناعة الفلاحية والاقتصاد الأخضر المنعقد أمس بتيبازة بمساهمة البرنامج الألماني للتنمية الدائمة »جيز«، إلى ضرورة تكاثف جهود جميع القطاعات والفاعلين الاقتصاديين من أجل تحقيق إنشاء منطقة نشاطات خضراء بالولاية تعنى بالمحافظة على البيئة. اعتبرت المستشارة لدى إدارة البرنامج الألماني »حيز«، »إيفا ماريا نهر«، أن مهمة البرنامج التي تندرج في إطار التعاون الألماني-الجزائري تتمثل في »الدعم التقني والتكوين« بالتنسيق مع قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير الاستثمار وهذا من خلال »تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات«. كما تتمثل مهمة البرنامج في مرافقة الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري على »إنشاء نحو 40 منطقة صناعية عبر الجزائر وفق معايير دولية« من خلال العمل على إعادة الاعتبار للطاقات والإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها الجزائر وكذا من خلال »تدعيم وتشجيع الشباب المستثمر«. ومن جهته قال الخبير الألماني، »مايكل ويبر«، في مداخلة أنه يتوجب على المتعاملين الاقتصاديين العمل بالتنسيق مع جميع القطاعات المعنية، وهي الفلاحة والبيئة والصناعة والطاقة والتجارة والعمران والأشغال العمومية وغيرها، من أجل التفكير في إمكانية إنشاء منطقة نشاطات من »الجيل الجديد« تهدف إلى تنمية اقتصاد أخضر دائم بالولاية. وأضاف الخبير أن الولاية تحتوي على العوامل التي ستساهم على »إنجاح« مثل هذه المشاريع على اعتبار أنها تحتوي على ثروة نباتية وغابية لا يستهان بها يمكن استعمالها كمواد أولية في الصناعية الغذائية من جهة، ولتوفرها من جهة أخرى على هياكل قاعدية كبرى كشبكة الطرقات السريعة وموانئ الصيد. وأوضح المتحدّث أن هذا الجيل الجديد من مناطق النشاطات يقوم أساسا على الاستعمال »العقلاني والذكي« للتكنولوجيا من خلال الاقتصاد في الطاقة وتشجيع تقنيات الطاقات المتجددة وتدعيم الصناعات التحولية وكذا المتعلقة باسترجاع النفايات المنزلية والصناعية ومعالجة المياه المستعملة وهذا في إطار شبكة واحدة تعمل وفق أساسي »تكاملي«. وشارك في هذا اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة بالولاية بالتنسيق مع مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة - بالإضافة إلى عدد من المتعاملين الاقتصاديين بالولاية- مدراء وممثلون عن قطاعات البيئة والفلاحة والطاقة و العمران والتجارة والسياحة وكذا مركز التسهيل ووكالة دعم تشغيل الشباب. ومن جهتها كشفت رئيسة غرفة التجارة والصناعة، فاطمة الزهراء هشاد، أنه سيتم عقد مثل هذه اللقاءات بخصوص مواضيع و محاور أخرى وذلك بالتنسيق دائما مع البرنامج الألماني »جيز«. وقد تم اختيار ولاية تيبازة في وقت سابق من طرف السلطات العمومية من أجل أن تكون ولاية نموذجية من شأنها احتضان مشاريع صناعية تعني بالمحافظة على البيئة والمحيط.