أوضحت دمشق على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، جهاد مقدسي، أنّ أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي، ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام واستهداف أمن واستقرار سوريا، وأنّ تصريحاته بشأن الحوار مع النظام السوري، تؤكّد رفض أنقرة إجراء مراجعات نقدية لسياساتها الهدامة. قال بيان للخارجية السورية، أمس الأول، إن تركيا ودول الخليج تتحمل مسؤولية العنف الدائر في سوريا، وذلك لعدم التزام تلك الأطراف بإنجاح قرار الهدنة، والمضيّ قدما نحو تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة، بحسب البيان الذي أشار أيضا إلى أنّ تلك الممارسات تشكّل تقويضا صارخا لمهمة مبعوث السلام الأمميّ العربيّ المشترك الأخضر الإبراهيمي. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في حديث أدلى به للصحفيين، أمس، إن الأخضر الإبراهيمي، لم يناقش مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية إمكانية وضع خطة جديدة لتسوية الأزمة السورية، وأضاف غاليتوف أنّ الإبراهيمي لم يتحدث عن أي شئ محدّد بخصوص الأزمة في سوريا، وحسب قوله، بينما أشار ذات المتحدّث إلى أنّ كافة الخطوات المقبلة لتسوية الملف السوري، ستربطها موسكو بالقرارات التي تضمنها البيان الختامي للقاء جنيف. وشدّد نائب وزير الخارجية الروسي، على أنّ قرارات لقاء جنيف ما تزال حيوية وتشكل قاعدة للتسوية السياسية للصراع الدامي الذي تشهده سوريا منذ أكثر من 18 شهرا، وقال إنّ بلاده مستعدة ضمن إطار مجموعة العمل لأيّ شكل من أشكال التشاور مع الشركاء الفاعلين ومن بينهم واشنطن بمشاركة الإبراهيمي، قبل ان يذكّر بأن الموقف الروسي بشأن تسوية الأزمة السورية لم يتغير. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأخضر الإبراهيمي، أعرب عن أمله خلال الزيارة التي قادته إلى العاصمة الصينية بكين، في أن تتمكّن الأخيرة من لعب دورٍ نشيط من أجل إيجاد حلّ للأزمة السورية، حيث جاءت تصريحات الإبراهيمي خلال لقائه وزير الخارجية الصيني »يانغ جيتشي«. وحول التطورات الميدانية للوضع في الداخل السوري، قتل 8 أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرون في تفجير دراجة نارية مفخخة أمام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة دمشق، أمس، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الوقت الذي تحدّثت فيه تقارير إعلامية حول قيام الشرطة بتفكيك قنبلة أخرى في مكان قريب من مكان التفجير الأول قبل انفجارها، ويأتي ذلك بعد ساعات فقط من سقوط 24 قتيلا برصاص الجيش النظامي في عدة مدن سورية. في سياق متصل، بلغ عدد ضحايا الأزمة السورية وفقا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، 36 ألف شخص، وقال المرصد إن عدد المدنيين الذين قتلوا جراء العنف الذي يطبع المشهد السوري منذ ما يقارب السنتين، تجاوز 25 ألف شخص، إضافة إلى سقوط 9044 من قوات الجيش النظامي و1296 من المسلحين المعارضين. وفي هذا الصدد، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إنه إضافة إلى هذه الأعداد، فإن هناك 439 حالة وفاة لم يتسن للمرصد التأكد من تفاصيلها، موضحا أنّ هذه الحصيلة تستثني القتلى من صفوف عناصر الميليشيات الموالية للحكومة السورية أو »الشبيحة«، كما تستثني آلاف المختفين والمغيبين والذين يجهل مصيرهم إلى حدّ الساعة، يضيف المتحدّث.