أعلنت مصادر مطلعة بالحكومة الليبية، أن رئيس الوزراء الليبي الجديد، علي زيدان، يعتزم القيام بزيارة عمل رسمية وشيكة إلى الجزائر هي الأولى من نوعها للخارج منذ تعيينه في هذا المنصب منتصف الشهر الفارط. كشفت وكالة الأنباء الليبية أن رئيس الوزراء الليبي الذي انتخب في 14 أكتوبر الماضي، استقبل بمكتبه في طرابلس السفير الجزائري عبد الحميد بوزاهر، للتحضير للزيارة التي من المقرر القيام بها خلال الأيام المقبلة، موضحة أن الاجتماع بحث »العلاقات الثنائية القائمة بين الشعبين الشقيقين وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات«. وحسب صحيفة »الشرق الأوسط«، فان اجتماع زيدان مع بوزاهر حضره وزير التعاون الدولي ورئيس جهاز الاستخبارات العامة الليبية، وفسرت حضور هذا الأخير الذي اعتبرته »غير المتوقع« بوجود اتفاق ليبي - جزائري على السماح لعائلة العقيد الراحل معمر القذافي، ما عدا زوجته صفية فركاش بالانتقال من الأراضي الجزائرية إلى دولة عربية ثالثة. وعلّقت ذات الصحيفة عن حضور رئيس جهاز الاستخبارات العامة الليبية بالقول »من النادر أن يحضر الحاسي اجتماعات تقليدية لرئيس الحكومة مع السفراء المعتمدين بطرابلس«، وأشارت إلى أن موقع الحكومة الليبية الرسمي على شبكة الإنترنت حذف اسمه من لقاء رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وسفير الجزائر بليبيا عبد الحميد بوزاهر، واكتفى بالقول إن اللقاء حضره عدد من مسؤولي الحكومة، موضحة أته والوكالة الليبية للأنباء حذفت في وقت لاحق أيضا صورة اللقاء. وتأتي هذه الزيارة بعد تلك التي قام بها رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل منتصف شهر افريل الماضي حيث كانت له مباحثات مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول سبل تفعيل التعاون الثنائي. وسبقت زيارة عبد الجليل زيارة وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، إلى ليبيا في مارس الفارط، حيث كان قد شدّد على ضرورة استعادة العلاقات الثنائية بصفة عادية، والتزم بعدم السماح لأفراد عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر من الإدلاء بتصريحات ضد ليبيا، مذكرا أن استضافتهم كان لدواع إنسانية. كما تأتي زيارة زيدان للجزائر في وقت تتظافر فيه الجهود لتجنيب تدخل عسكري في مالي خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الممثل الخاص للأمم المتحدة لمنطقة الساحل رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي من الرباط، حين أكد أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل تفادي الحرب التي وصفها بالفعل المأساوي.