اتفق أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني على عقد الدورة العادية للجنة المركزية أواخر شهر جانفي من العام الداخل، على أن تُمنح الأولوية في المرحلة المقبلة للتركيز على حسم التحالفات التي تضمن للأفلان رئاسة أكبر عدد ممكن من المجالس المحلية المنتخبة، وكذا ضمان الاستعداد الجيّد لخوض انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة. تصدّرت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي، جدول أعمال اجتماع أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقد بداية الأسبوع الجاري، حيث خرجت القيادة بانطباع إيجابي لما تحقق لصالح قوائم الأفلان عبر كافة ولايات الوطن، وهو ما أبرزه بيان صادر في أعقاب هذا اللقاء بعد أن جاء فيه أن المكتب السياسي »سجّل في تقييمه الأولي لعملية الانتخابات ارتياحه للنتائج التي حققها حزب جبهة التحرير الوطني على المستوى الوطني«. وأرجعت القيادة هذه المكاسب التي أفرزتها صناديق الاقتراع إلى »تجند المناضلات والمناضلين«، دون أن تغفل من جهة أخرى الإشارة إلى »حرص المواطنات والمواطنين على إنجاح هذا الموعد الانتخابي وتجديدهم الثقة في مرشحي الحزب وتكريس الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية للعاشر ماي 2012«، مثلما أشاد البيان ب »الحس المدني الذي أبداه الجزائريون لتجسيد الإصلاحات واستكمال بناء المؤسسات«. وبعد أن اعتبر المكتب السياسي أن الانتخابات المحلية الأخيرة جاءت ل »تفويت الفرصة على الجهات التي تراهن على الزجّ بالبلاد في متاهات العنف والفوضى، تحت مسميات خادعة«، تمّ التأكيد على أهمية تركيز الجهود في المرحلة المقبلة على قضية التحالفات لحسم البلديات التي لم تتحصل فيها أية قائمة على الأغلبية المطلقة من الأصوات، ولذلك وردت توجيهات مفادها »ضرورة الالتزام بمحتوى التعليمة رقم 11 التي أصدرها الأمين العام للحزب من خلال البحث عن أحسن التحالفات الممكنة«. كما شدّد البيان الذي حصلت »صوت الأحرار« على نسخة منه، في خطاب واضح إلى المنتخبين الجدد للحزب على وجوب »العمل على تفادي التماطلات غير المجدية التي قد تفوّت فرص التحالف ورفع عدد المجالس التي يطمح الحزب في ربحها دعما للرصيد المحقق خلال الانتخابات المحلية«. ونظرا لرزنامة العمل خلال هذا الشهر المتميز بتنصيب المجالس المحلية الجديدة وكذا انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة يوم 29 ديسمبر، فإن المكتب السياسي قرّر بتأخير عقد الدورة العادية للجنة المركزية إلى غاية النصف الثاني من شهر جانفي 2013، على أن تنظر هذه الدورة في عدد من المسائل المتعلقة بالأساس بنتائج الانتخابات المحلية إضافة إلى المصادقة على مشروع ميزانية الحزب للسنة الجديدة »وكل القضايا التي تسجل في جدول الأعمال«.