عادت رئاسة المجلس الشعبي البلدي سيدي أمحمد بالعاصمة إلى متصدر قائمة حركة مجتمع السلم في الانتخابات المحلية الأخيرة، نصر الدين زناسني، إثر فوزه بأغلبية أصوات المنتخبين ال 23 على حساب متصدر قائمة جبهة التحرير الوطني، مختار بوروينة، الذي لم يتمكن من الظفر بعهدة ثالثة بعد أن حسمت التحالفات العملية في نهاية المطاف. سادت أجواء من الترقب والتوتر صبيحة أمس في محيط وداخل مقر المجلس الشعبي البلدي بسيدي أمحمد بالعاصمة الذي شهد عملية انتخاب »المير« الجديد، وقد ظهر واضحا منذ البداية نوع من الحراك غير المألوف بعين المكان بفعل حضور عشرات المواطنين الذين ملؤوا الساحة المقابلة للمبنى غير بعيد عن مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، قابله انتشار مكثف لعناصر الشرطة التي كانت تراقب الوضع بحذر شديد. وقد زاد أعوان أمن البلدية من حساسية الموقف بفعل الإجراءات التي اعتمدوها في مراقبة الداخلين إلى البلدية دون الخارجين منها تحت مبرر »هذه هي التعليمات«، وكانت الأجواء في الطابق الأوّل أكثر سخونة رغم أن الانطباع السائد كان يوحي بأن مهمة مختار بوروينة في الحفاظ على كرسي الرئاسة لصالح الأفلان كانت أشبه ب »المهمة المستحيلة« خاصة أمام اصطفاف المنتخبين الآخرين بجانب متصدر قائمة »حمس« نصر الدين زناسني )إطار في ديوان الخدمات الجامعية( الذي بدا هادئا وواثقا من تحقيق الفوز. وبحكم أن الأفلان حلّ أولا في الانتخابات المحلية ب 8 مقاعد من أصل 23 مقعدا لتليه حركة مجتمع السلم ب 6 مقاعد، وبناء على تدابير القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، كان من الطبيعي أن تتقدّم التشكيلتان بمرشح لكل منهما نتيجة عدم التوافق، فاستقر الأمر على بوروينة وزناسني لينطلق الاقتراع السرّي بحضور الوالي المنتدب لحسين داي وكذا الأمين العام لولاية الجزائر، محمد حطاب، وقد زادت الأجواء توترا مع اقتراب عملية الفرز. وكان المطلوب هو أن يحصل المترشح على أغلبية أصوات المنتخبين )50+1( بالمائة، أي 12 صوتا على الأقل، وهو ما حصل لأن مرشح »حمس« حاز على 15 صوتا فيما اكتفى مرشح الأفلان ب 8 أصوات، وقد قلب التجمع الوطني الديمقراطي )3 مقاعد(، وجبهة القوى الاشتراكية )3 مقاعد(، وحزب جيل جديد )3 مقاعد(، الموازين بتحالفهم ضد مختار بوروينة إثر صفقة مع بزناسي الذي قال مباشرة بعد انتخابه في منصب »المير« بأن »الأبواب مفتوحة أمام الجميع ونحن هنا لخدم كل أحياء وسكان بلدية سيدي أمحمد«. وتعليقا على ذلك ردّ بوروينة الذي بدا هادئا كعادته: »الأبواب فتحها سكان سيدي أمحمد لما اختاروا قائمة جبهة التحرير الوطني«، معتبرا أن النتيجة التي آلت إليها العملية الانتخابية جاءت »ضد الطبيعة وضد المنطق«، ليتساءل باستغراب: »أي منطق هذا الذي يجمع الأرندي والأفافاس وحمس على خط واحد؟«، وسرعان ما قدّم الإجابة: »إنه في الواقع تحالف ضد الأفلان وفقط«، لكنه مع ذلك تابع: »نحن لم نخسر اليوم لأن حزبنا هو الفائز وسيبقى القوة السياسية الأولى في بلدية سيدي أمحمد«. وانتقد مختار بوروينة الذي تولى رئاسة هذه البلدية لعهدتين متتاليتين، قانون الانتخابات المعدّل، حيث صرّح للصحفيين عقب تنصيب »المير« الجديد بأن »الأفلان ذهب اليوم ضحية هذا القانون«، مشيرا إلى أنه إلى غاية مساء السبت »كان الأفافاس بجانبنا قبل أن تنقلب الأمور في آخر لحظة لاعتبارات مصلحية«، متهما بالمقابل منتخبي »الأرندي« ب »التمرّد عن تعليمات القيادة الحزبية«، واللافت أن متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي ظهر أكثر انتشاء بانتخاب نصر الدين زناسني من هذا الأخير.