حذرت الحكومة العراقية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من مغبة ما أسمته استمرار التحريض على القوات الأمنية العراقية، وقالت الحكومة إنها ستستخدم جميع سلطاتها لبسط سلطة القانون. من جهة أخرى نفت المنظمة صحة أنباء ترددت عن طلب عدد من أعضائها العودة إلى إيران. وطالب الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قادة منظمة مجاهدي خلق بتجنب ما وصفه تحريض سكان معسكر أشرف على استخدام العنف أو دفعهم لمواجهة القوات الحكومية العراقية التي ستستخدم كل سلطاتها القانونية والدستورية لبسط سلطة الدولة وممارستها بكل حزم بوجه مثيري الشغب. ودعا الدباغ في بيان المجتمع الدولي إلى التعاون مع العراق لإيجاد موطن بديل لعناصر هذه المنظمة التي يعيش المئات منهم في معسكر أشرف في العراق. وأكد الناطق أن حكومته لن تجبر أيا من أفراد المعسكر على مغادرة العراق، وقال إن الحكومة طلبت من الدول التي منحت بعضهم اللجوء ويحملون جنسيتها التعاون لتسهيل انتقالهم إليها طوعا. وكانت الحكومة العراقية أعلنت على لسان الناطق باسمها عن مصرع سبعة من سكان المعسكر في المواجهات التي وقعت مع رجال الأمن العراقيين أثناء اقتحام الأخيرين لمعسكر أشرف الأسبوع الماضي، فيما تقول مصادر المنظمة إن 12 من سكان المعسكر قتلوا وأصيب المئات بجروح في المواجهات. لكن الدباغ نفى ذلك، وأكد أن خمسة قتلوا جراء إلقاء أنفسهم أمام مركبات الشرطة العراقية، فيما قتل اثنان آخران برصاص قناصة من منظمة مجاهدي خلق داخل المعسكر، حسب قول الدباغ. وكانت المنظمة الحقوقية هيومان رايتس ووتش قد دعت السلطات العراقية إلى حماية سكان معسكر أشرف. وقال مسؤول في المنظمة الحقوقية السبت إن سكان المعسكر كانوا معزولين وغير مسلحين، وإن سقوط سبعة قتلى وعدد كبير من الجرحى هو "ثمن باهظ للتأكيد على سلطة الحكومة العراقية على هذه القطعة من الأرض. وأكد ضرورة فتح تحقيق نزيه. على صعيد متصل نفت جماعة مجاهدي خلق في بيان لها الأنباء التي ترددت السبت بأن 22 من المنفيين من أعضاء الجماعة طلبوا العودة إلى إيران بعد قيام قوات الأمن العراقية بالسيطرة على قاعدتهم. يأتي ذلك ردا فيما يبدو على ما قاله رئيس مركز القيادة الوطنية بوزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف السبت بأن 22 شخصا قدموا طلبات إلى السلطات المختصة في وزارة الداخلية وطلبوا العودة إلى إيران. وقال بيان مجاهدي خلق أعلن سكان أشرف أن هذا الخبر كذب محض، لأن أيا من سكان المعسكر لم يغادرها ولم يقدم مثل هذا الطلب منذ الهجوم الوحشي الذي شنته القوات العراقية على أشرف. يذكر أن جماعة مجاهدي خلق تأسست في العام 1965 لمعارضة حكومة الشاه. وفي العام 1981 بدأت حملة مسلحة ضد الحكومة الجديدة بعد نجاح ثورة الخميني. وتصنف إيران والولايات المتحدة الجماعة بأنها إرهابية. وتحمل إيران الجماعة مسؤولية العديد من عمليات الاغتيال السياسية البارزة. وعقب طرد الجماعة من فرنسا في العام 1986 قام الرئيس العراقي حينذاك صدام حسين بتخصيص قاعدة عسكرية لهم قرب الحدود مع إيران. وكانت إيران تقول قبل الإطاحة بصدام إن أعضاء الجماعة كثيرا ما كانوا يتسللون عبر أراضيها ما يؤدي إلى اشتباكات وخسائر في كلا الجانبين. وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 قام الجيش الأميركي بنزع سلاح الجماعة وتولى حمايتها. وفي صيف 2008 سلمت هذه المسؤولية للجيش العراقي. الوكالات