أعرب عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد سي عفيف، عن رغبة الجزائر في إقامة علاقات إستراتيجية مع الصين، ودعا خلال جلسة عمل مع وفد الحزب الشيوعي الصيني، الذي حل أول أمس بالجزائر، إلى تدعيم العلاقات السياسية التي تجمع البلدين، وحث المؤسسات الصينية على مرافقة الجزائر في تحقيق التنمية، بفضل شراكة حقيقية ومتوازنة، وذلك بالاستثمار المباشر في الاقتصاد الوطني والاستثمار عن طريق الشراكة. التقى مساء أول أمس، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد سي عفيف، وفدا رفيع المستوى، عن الحزب الشيوعي الصيني، تترأسه، زهانق كزييا أولن، أمينة لجنة الانضباط باللجنة المركزية للحزب الصيني، حيث تباحث المسؤولان بحضور أعضاء من اللجنة المركزية للأفلان، نواب بالبرلمان ومنتخبين، وكذا السفير الصيني بالجزائر، ليو يوهي، سبل تعزيز التعاون بين البلدين والحزبين. وتطرق عضو المكتب السياسي إلى الحديث عن انتخابات 29 نوفمبر المنقضي والنتائج التي حققها حزب جبهة التحرير الوطني، وبقائه لقوة السياسية الأولى في الجزائر، بعد النتائج الايجابية التي حققها في التشريعيات، حيث أشار إلى أن العملية الانتخابية جرت في أجواء مفعمة بالديمقراطية والهدوء، مرجعا أسباب فوز الأفلان بأغلبية المقاعد إلى الأهمية الكبيرة للنضال وروح المسؤولية وثقافة الدولة. وذكر سي عفيف بالمشاريع الكبرى والغلاف المالي الذي خصصه رئيس الجمهورية في المخطط الخماسي الحالي، معربا عن إرادة الجزائر في التعاون اقتصاديا رفقة المؤسسات الصينية لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية، مشيرا إلى وجود نظرة استشرافية لرئيس الجمهورية والتي يعمل حزب جبهة التحرير الوطني على تطبيقها في الميدان. وفي هذا السياق قال المكلف بأمانة العلاقات الخارجية بالأفلان أن الجزائر »تريد علاقات إستراتيجية متميزة مع الصين«، مضيفا بأن »الصين بلد كبير له وزن في العلاقات الدولية، والجزائر بدورها تتمتع بإمكانات ضخمة ولها ثقل في إفريقيا كما أنها تحتل مكانة جيواسراتيجية في البحر المتوسط«، لذا يرى سي عفيف من الضروري جعل الصين حليف استراتيجي. ويتجلى ذلك على حد قول المتحدث من خلال الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستويات أحسن، مسجلا ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى أكثر من 6.5 مليار دولار. وبما أن أغلب المشاريع الضخمة أسندت إلى مؤسسات صينية فان ذلك يمثل إشارة قوية من طرف رئيس الجمهورية، على حد قول سي عفيف. ويعتبر حزب جبهة التحرير الوطني المشاريع الضخمة التي تقوم بانجازها مؤسسات صينية غير كافية، بما أن هذه المشاريع مؤقتة، وطالب سي عفيف في هذا السياق المؤسسات الصينية بمرافقة الجزائر في تحقيق التنمية بفضل شراكة حقيقية ومتوازنة، وهذا يأتي بالاستثمار المباشر في الاقتصاد الوطني والاستثمار عن طريق الشراكة. ومن جهتها، أوضحت رئيسة الوفد الصيني، زهانق كزييا أولن، أن الجزائر تشهد حاليا تنمية مستدامة بالرغم مما تشهده دول الجوار من لا استقرار وتدهور أمني، حيث أشارت إلى أن تعديلات الدستور الصيني تضمن إدخال مفهوم التنمية والسلام، مؤكدة أن التعاون بين الجزائر والصين هي فكرة مشتركة لدى قيادة البلدين والحزبين، داعية إلى تعزيز التعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب جبهة التحرير الوطني وتفعليه ميدانيا.