أكد الخبير في الاستعلامات الفرنسية، إيريك دينيسي، أن الهجوم الذي قامت به القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي بالمنشأة الغازية في إن أمناس لتحرير الرهائن كان »ضروريا« مشيرا إلى أن حزم السلطات الجزائرية »قد أعطى ثماره «. أفاد مدير المركز الفرنسي للبحث في الاستعلامات في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية أن» الهجوم لا يمكن تفاديه حتى و إن كان بالإمكان اتخاذ قرار التفاوض و في إن أمناس كان الهجوم ضروريا ولقد أعطى حزم السلطات الجزائرية ثماره بحيث فشل الإرهابيون في محاولتهم بفضل التدخل السريع للوحدات الخاصة«. واعتبر الخبير الفرنسي أنه »إن حاولنا في بعض الأحيان التفاوض لإنقاذ جميع الرهائن، فالتجربة تؤكد أن التفاوض خطأ لأن الإرهابيين الذين يغادرون المكان بالفدية يستفيدون منها في التزود بالسلاح والتجنيد والقيام باعتداءات عمياء و بعمليات أخرى لاحتجاز الرهائن«وأضاف قائلا »لا يجب الاستسلام حتى وإن تطلب ذلك الكثير من الشجاعة السياسية من طرف السلطات وقبول الرأي العام لمثل هذا الحزم«، متأسفا لكون الديمقراطيات الأوروبية التي تحظى بحماية عالية لا تملك »نضج الشعب الجزائري الذي كان يواجه يوميا الإرهاب طوال 20 سنة«. وفي سياق تقييمه للبعد الذي يكتسيه الهجوم الذي قامت به قوات الجيش الشعبي الوطني والظروف الاستثنائية التي تم فيه، أشار الخبير إلى أن عمليات احتجاز عدد كبير من الرهائن صعبة المعالجة لأن عدد الإرهابيين غالبا ما يكون كبيرا لتأطير الرهائن. وأوضح رئيس المركز قائلا »وإضافة إلى ذلك فان الرهائن لا يزالون موزعين على عدة أماكن الأمر الذي يجعل أي تدخل صعبا والإرهابيون يضعون متفجرات في المنشاة حتى يتأكدوا من قتل أكبر عدد ممكن من الرهائن، وعناصر قوات الأمن في حالة الهجوم«.واعتبر دينيسي أن الأزمة في هذا مالي »قد عجلت الأمور« وفي الحقيقة ليست لها علاقة مباشرة بالعملية، ونبه في هذا الصدد أنه منذ تغيير تنظيم أنصار الدين موقفه بحيث كان قد دعا في بداية شهر جانفي في الجزائر إلى الحوار في مالي ليغير موقفه بعد ذلك »كان الإرهابيون قرروا استئناف القتال«، وهذا ما قاموا به في مالي وإن أمناس.