وصف الوزير الأوّل، عبد المالك سلال، الاعتداء الذي استهدف قاعدة »تيقنتورين« لمعالجة الغاز بأنه »اعتداء جبان ومتعمّد«قامت به »مجموعة إرهابية مرتزقة« جلّهم أجانب، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية كان يتابع عملية تحرير الرهائن »ساعة بساعة«. أثنى الوزير الأول كثيرا على احترافية القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي بعد عملية إنقاذ المركب الغازي ب »تيقنتورين« وعماله، وأكد أن هذا العدوان كان يستهدف استقرار الجزائر وأمنها »وهذا أمر غير مقبول وغير ممكن«، وصرّح في مؤتمره الصحفي أمس قائلا: »أنا فخور بهؤلاء الشبان الذين عرفوا كيف يحمون البلاد والعالم بأسره فهم بأن ردّ الجزائر كان قويا وهو الردّ الملائم«. وذهب أبعد من ذلك بتأكيده أن طريقة التعامل »قلّما نشهدها في العالم«، مشدّدا على أن »الجزائر ستواصل محاربة الإرهاب دون هوادة«. وسُئل عبد الملاك سلال عن موقفه من تناقض في تصريحات وزيري الاتصال والداخلية بخصوص عملية عين أمناس، فرّد بنفي حصول ذلك »الوضعية لم تكن فوضوية. أنا شخصيا لم أغادر مكتبي لمدة ثلاثة أيام«، وعلى عكس الموقف الذي جاء في السؤال ورد في إجابة رئيس الجهاز التنفيذي أن »اعتداء الأربعاء الماضي أثبت وجود وحدة القيادة والجزائر بيّنت خلالها قدرتها على تسيير العمليات الأمنية من هذا النوع«. وأوضح في ذات الإطار أن »التقييم الميداني للوضع يعود إلى قوات الجيش التي قدّرت الوضع واختارت التوقيت المناسب للتدخل، وقد أبلغنا جميع المعنيين بالأمر بتفاصيل العملية وأن الهدف كان إنقاذ أكبر عدد من الأشخاص وثانيا إنقاذ المركب«، وبرأيه فإن »هناك نسبة نجاح هامة جدا«، معلنا أن »رئيس الجمهورية كان يتابع بدوره العملية ساعة بساعة«. إلى ذلك صرّح سلال بأنه أجرى أكثر من 20 اتصالا مع رؤساء حكومات وكبار مسؤولي البلدان المعنية برعاياها في الجزائر »وأبلغناهم بالتفاصيل، بشكل يومي، كما أخبرناهم بأن المهمة صعبة من الناحية العملياتية«، مضيفا أن »الأمر يتعلق بإرهابيين والقضية قضية كيان«. ونفى بالمناسبة وجود تراخ أمني إثر تنفيذ الاعتداء »هناك حالة تأهب قصوى على حدودنا ولدينا كل الوسائل والإمكانيات لتامين حدودنا، وكما تعرفون فإن حدودنا واسعة ويصعب ضبط كل التحرّكات«. وأقرّ ذاته المسؤول بأن »الوضعية صعبة« من الناحية الأمنية بعد اعتداء »تيقنتورين«، لكنه طمأن »المهم هو وجود إرادة سياسية لأن الجزائر لن تركع أمام التهديد وكل ما من شأنه المساس بأمنها واستقرارها، ولن تعود مرة أخرى إلى مستنقع الإرهاب«، ليؤكد أنه »على كل الدول، وخاصة العربية، أن تدرك بان القضية ليست قضية إسلام بقدر ما هي قضية مرتزقة«، وخلص إلى أن »الجزائر ستواصل الدفاع عن حدودها لأن التهديد يأتي من خارج حدودنا..«.