اعتبر الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أنه خرج »مرفوع الرأس« خلال الدورة الأخيرة للجنة المركزية رغم سحب الثقة منه، مشدّدا على أنه »بانسحابي كرّست الممارسة الديمقراطية في الحزب من خلال اعتماد صندوق الاقتراع بعيدا عن الانقلابات«. وبقدر تأكيده أن مسألة ترشحه لتولي منصب الأمين العام »أمر سابق لأوانه« كشف أنه يعمل لعدم تمكين »من غدروا بي لقيادة الحزب وتحقيق مآرب شخصية«. خرج الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عن صمته وقدّم قراءته الشخصية لنتائج الدورة العادية السادسة للجنة المركزية وقضية سحب الثقة منه قائلا: »خلافا لما تروّجه الإشاعات.. أنا مرتاح ومطمئن البال، وأستطيع أن أرى الناس في أعينهم، بينما بعض الناس لا يستطيعون أن يروني بأعينهم«، وأضاف: »أنا كرّست الممارسة الديمقراطية في التداول على المسؤوليات عبر الصندوق، الشيء الذي يُشرّفني ويجعلني أخرج مرفوع الرأس«. وفي سياق ذلك دافع عبد العزيز بلخادم عن حصيلته على رأس الأفلان بعد أن جاء على لسانه: »أنا خرجت مرفوع الرأس، ونتائج الحزب المشرفة تتحدث، وهي نتائج لم يُحققها الحزب منذ إقرار التعددية في البلاد«، وقدّر في حديث مطوّل نشرته أمس مع صحيفة »الشرق الأوسط« أن »النتائج تتحدث عن واقع لا يمكن أن ينكره أيّ عاقل، وفي العهد الذي كنت فيه مسؤولا عن الحزب، حقق هذا الأخير أفضل النتائج في الانتخابات التشريعية والمحلية منذ انطلاق التعددية«. وقد كان بلخادم شديد الحرص على أن يُبدو في كامل الرضا بما خرج به الصندوق الخميس الماضي »أنا بانسحابي كرّست الممارسة الديمقراطية في الحزب من خلال اعتماد صندوق الاقتراع بعيدا عن الانقلابات«، بل تابع بكثير من الارتياح: »أنا أقول إنّ المسؤولية أيام، والنضال دوام - »وتلك الأيام نداولها بين الناس«- لذلك، فهذا الأمر ليس مدعاة للحزن أو القلق«. ويقول الأمين العام السابق للأفلان إنه عند الحديث عن سحب الثقة »فإن الفارق بين من يُجدّد ومن يسحب الثقة، هو أربعة أصوات فقط، وأنا أقول بملء فمي، لم يهزمني التقويميون، ولم يقض خصومي عليّ، بقدر ما هزمني وغدر بي بعض من كان شريكا لي في اتخاذ القرارات، من أعضاء اللجنة المركزية الوزراء، الذين عينتهم في المكتب السياسي، وكنت أعدّهم أصحابي..«. وفي هذا السياق قال:»أنا في نيتي مواصلة نضالي للحيلولة دون تمكين الذين يريدون حكم الحزب لتحقيق مآرب شخصية«، قبل أن يُشدّد من لهجته: »سأعمل على عدم تمكينهم من الحزب، وهذا بالنضال في اللجنة المركزية«، وخاطب معارضيه متحدّيا إياهم: »أنا باق لكي أواجههم في اللجنة المركزية ما دمت عضوا فيها.. سنكون لهم بالمرصاد، وسنحول دون السماح للرداءة بالتمكن من قيادة الحزب«.أما عن إمكانية ترشحه مجدّدا لمنصبه السابق فقد علّق المتحدث بإطلاق إجابة عابرة: »الترشح لمنصب الأمين العام أمر سابق لأوانه.. أنا لا أتحدّث لا عن ترشح، ولا عن شيء آخر.. أنا أتحدث عن الحزب الذي ينبغي أن يُسيّر من طرف أناس يخدمون مصالحهم الشخصية، بقدر ما يخدمون الحزب«. وأردف بلخادم بأنه من موقعه عضوا في اللجنة المركزية »ومثلي مثل باقي الأعضاء الآخرين، نتشاور من أجل انتخاب الذي نراه الأقدر على تسيير شؤون الحزب، بعيدا عن المحسوبية، وبعيدا عن المصالح الشخصية، وبعيدا عن الجهوية، وعن الانتقام أيضا«. كما نفى عبد العزيز بلخادم صدور أيّ تعليمات »فوقية« لإنهاء الخلافات بين أبناء الحزب ، معتبرا أن الحديث عن تعليمات »فوقية أو تحتية« بأنها »كذب وافتراء. لم تصدر أية تعليمات لا فوقية ولا تحتية ولا حتى جانبية«. وأورد أنه لا دخل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أزمة الحزب من منطلق أن »الرئيس هو رئيس كل الجزائريين، وهو رئيس الحزب، ولا يُمكنه أن يكون مع طرف ضد طرف آخر، وبالتالي هو ترك الممارسة الديمقراطية داخل الحزب«..