أكدت التشاد مجددا خبر مقتل مختار بلمختار المكنى ب »خالد أبو العباس« والمدعو أيضا ب »الأعور«، القيادي في القاعدة ومسؤول تنظيم »الموقعون بالدماء« الذي نفذ اعتداء تيقنتورين بإن أميناس في منتصف جانفي الفارط، وكشف الرئيس التشادي إدريس دبي من جهة أخرى أن الرهائن الفرنسيين أحياء إلا أنهم ليسوا في شمال مالي. قال الرئيس التشادي إدريس ديبي في حديث للقناة التلفزيونية الفرنسية »تي في 5 موند« وإذاعة فرنسا الدولية وصحيفة لوموند، تناقله موقع »الجزيرة نت «، أن القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار، المكنى خالد أبو العباس والمعروف أيضا باسم الأعور، قد قتل فعلا مضيفا بأن الجيش التشادي تعرف على جثته ويملك أدلة على مقتله، ولكنه لا يستطيع بث الشريط، لأنه فجر نفسه ليأسه بعد مقتل زميله القائد الميداني الآخر في تنظيم القاعدة، عبد الحميد أبو زيد، أمير كتيبة طارق ابن زياد، وأضاف الرئيس التشادي أن »ثلاثة أو أربعة جهاديين آخرين فجروا أنفسهم بسبب اليأس«. وسبق للتشاد أن أعلنت في وقت سابق مقتل كل من مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد في عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الفرنسي بجبال »أدرار إيفوغاس« قرب الحدود مع الجزائر، كما أعلنت باريس من جهتها مقتل أبو زيد بعد إرسال عينات من الحمض النووي أخذت من جثته لمقارنتها بعينات أخذت من أقاربه في الجزائر، إلا أن فرنسا تحفظت على مقتل بلمختار. وفي خضم إصرار الحكومة التشادية على مقتل بلمختار وأبو زيد على يد قوات بلادها في شمال مالي، حيث ذكر وزير الاتصال التشادي أن »التشاد لا تتكلم من فراغ«، ذكر موقع قريب من تنظيم القاعدة، أن الإرهابي مختار بلمختار »ما يزال حيا«، وأعلن أنه سيعرض »قريبا جدا كلمة للقائد«، واعتبر الموقع في بيان مقتضب يصعب التحقق من صحته، أن هذا النفي »سيكون صفعة لرئيس التشاد المرتد وصفعة للقوات الصليبية«، وظل مصير خالد أبو العباس غير معروف وغامض ولم يتصدر الأحداث مجددا ولم يقدم كلمة كما وعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، علما أن السلطات التشادية لم تعرض هي الأخرى جثته كما وعدت، مما دفع بالكثير من المراقبين إلى الحديث عن حرب بسيكولوجية بين الطرفين، خاصة وأن الأخبار بخصوص مصير بلمختار انقطعت تماما في حين أعلن عن تكليف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الجزائري جمال عكاشة واسمه الحقيقي يحيى أبو الهمام من المقربين من زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال وهذا لخلافة عبد الحميد أبو زيد القيادي الرئيسي في هذا التنظيم، وقالت بعض المصادر أن اختيار عكاشة لقيادة المنطقة الممتدة من غرداية في التراب الجزائري إلى منطقة الأزواد بشمال مالي جاء لما يمثله »من ثقة ووفاء لإمارة درودكال« ولكونه من»القيادات الأولى للتنظيم« التي وصلت إلى صحراء الأزواد في النصف الثاني من سنة .2004 ويطرح مقتل القياديين البارزين في تنظيم القاعدة تساؤلات كبيرة حول مصير الرهائن الفرنسيين على وجه التحديد على اعتبار أن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين يوجدون في قبضة حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، وفي هذا السياق، قال إدريس ديبي »أعتقد شخصيا أن هناك فرنسيين (الرهائن) أحياء بين أيدي الجهاديين، لكنني غير واثق تماما بأنهم في مالي«، مضيفا: »في شمال مالي، في جبال إيفوغاس، قام الجيشان الفرنسي والتشادي بعمليات تمشيط كبيرة، وليست هناك إشارات إلى وجود هؤلاء الرهائن« في هذه المنطقة، علما أنه لا يزال 15 فرنسيا محتجزين في أفريقيا بينهم سبعة في منطقة الساحل، وبالضبط في شمال مالي، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد باحتمال أن يكون تنظيم القاعدة قد هرب الرهائن نحو دولة أخرى يرجح أن تكون النيجر بعد اشتداد الحرب.