دق أمس رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني ناقوس الخطر بخصوص التدهور الخطير للوضع الصحي ل 56 سجينا جزائريا في ليبيا يواجهون أحكاما تتراوح بين بتر اليد وتصل إلى عقوبة الإعدام، مشيرا إلى تراجع احتمالات إطلاق سراحهم في الوقت الحالي بسبب ما سماه بتماطل السلطات الليبية في تطبيق اتفاقية الدولة الموقعة بين البلدين. أكد فاروق قسنطيني بأن الجزائر لم تتلق لحد الآن أي مؤشرات ملموسة تفيد بأن ليبيا بالفعل ستبادر بتحويل المساجين الجزائريين القابعين في سجونها في ظروف مأساوية من بلدها إلى الجزائر، وأوضح رئيس اللجنة الاستشارية لحماية حقوق الإنسان أن السلطات الليبية لم تتحرك بالرغم من وجود اتفاقية في هذا الشأن موقعة بين البلدين، حيث قال »أن الأمر يبقى مجرد كلام ينتظر التنفيذ«. وأضاف قسنطيني أن لجنته في اتصال مباشر مع وزارة الخارجية الجزائرية للإطلاع على مستجدات هذا الملف، مؤكدا أن اللجنة تتحاشى حاليا التدخل مباشرة قصد تجنب التشويش على الاتصالات الرسمية التي تجريها الجزائر مع السلطات الليبية بهدف التعجيل بترحيل السجناء الجزائريين. وبعد حوالي ثلاثة أشهر من الزيارة التي قادت نجل الرئيس الليبي القذافي سيف الإسلام إلى الجزائر والتي التقى خلالها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث عبر عن نية بلده في إيجاد حل لهذه القضية من خلال المبادرة بتسليم باقي المساجين الجزائريين المحبوسين بليبيا إلى الجزائر، قلل قسنطيني في تصريح للإذاعة الوطنية من احتمال إطلاق المسجونين الجزائريين في الوقت الحالي بسبب ما سماه »تماطل« السلطات الليبية في تطبيق اتفاقية الدولة الموقعة بين البلدين، التي تنص على تبادل المساجين بين البلدين، وقال قسنطيني إنه بموجب الاتفاق بين البلدين، فإنه كان من المفترض تحويل هؤلاء المساجين من ليبيا إلى الجزائر على أن يتم استنفاد هذه العقوبة بالسجون الجزائرية لكن هناك تردّدا من الجهة الليبية على الرغم من وجود الاتفاقية الموقعة بين الدولتين. وحذر فاروق قسنطيني من الخطر الذي بات يهدد حياة المساجين الجزائريين اللذين يقبعون في سجون تفتقد للرعاية الصحية المطلوبة، بسبب الظروف المأساوية التي يعانون منها منذ سنوات شن خلالها الرعايا الجزائريون العديد من الإضرابات عن الطعام، وأشار المتحدث إلى أن هناك من السجناء الجزائريين من هو مصاب بأمراض مزمنة وأخرى خطيرة تتطلب عناية صحية متواصلة ويوجد هناك من السجناء من هو مصاب بأمراض خطيرة ترك دون العناية الضرورية، وقد سبق أن دق السجناء في رسالة بعثوا بها قبل أشهر إلى وزير العدل الليبي وسفارة الجزائر بطرابلس، خطر إصابة بعض السجناء الجزائريين بداء السيدا المنتشر كما قال بصفة كبيرة »في أوساط سجناء أفارقة يوجدون في نفس الزنزانات مع النزلاء الجزائريين دون وجود أبسط وسائل الوقاية«.