سمحت الأبواب المفتوحة للمعاهد الموسيقية و التمثيل والرقص التابعة لمؤسسة فنون و ثقافة التي نظمت مؤخرا بقاعة ابن خلدون للجمهور العريض بالوقوف على كوكتيل من المواهب الشبانية المتعددة في عالم الموسيقى و التمثيل والرقص تم صقلها» بالكونسرفتوار« على يد كبار الأساتذة في مختلف الطبوع الموسيقية التي تنوعت بين الكلاسيكي والاندلسي والشعبي إلى جانب أقسام في المسرح والرقص الكلاسيكي، فتجسدت على ارض الواقع ابداعاتها بالصوت والصورة لتثبت أنها خير مكان لاحتضان الشباب المتعطش لمثل هده الانشطة الترفيهية وانتشاله من الآفات الاجتماعية التي تتربص به. التظاهرة التي اشرفت على تنظيمها مؤسسة فنون وثقافة كانت بمثابة نافذة مفتوحة للجمهور العريض على ما قدمه » الكونسرفتوار« و ملاحقه المتعددة للشباب حتى اكتسب شهرة كبيرة فلم يعد بإمكانه استيعاب العدد الهائل من الشباب المتعطش لتعلم ابجديات الموسيقى من» سولفاج « و فن اندلسي أصيل ولم تعد أقسامه تسع المولوعين بمداعبة أوتار آلة من الآلات الموسيقية وباتت المطالبة بتوسيعه أو انجاز المزيد منها مطلبا شبانيا. التظاهرة التي استقطبت عددا كبيرا من الجمهور افتتحتها الفرقة الموسيقية الأندلسية المكونة من اساتدة الكونسرفتوار و ملاحقه الذين عزفوا وغنوا مع تلاميذ الاقسام النهائية فن اندلسي جميل تفاعل معه الحضور وصفق للوصلات الغنائية. تلميذات ملحقة الابيار اللائي رقصن على الركح كالفراشات في خفة و رشاقة أبدعن في الرقص الكلاسيكي رغم صغر سنهن و مشطن الركح تمشيطا بحركات إيقاعية جميلة غاية في الانسجام و التناسق فيما بينهن لتنجح بتألق جيهان ورفيقاتها اللائي كن غاية في الرشاقة و الجمال في رسم لوحة جميلة بحركاتهن الخفيفة وأدائهن الجميل الذي صفق له الجمهور طويلا. تلاميذ مختلف ملاحق المعهد المركزي للموسيقى والتمثيل و الرقص بصفة عامة و ملحقة الابيار بصفة خاصة ابدعوا في تقديم عزف فردي أو ثنائي سواء على ألة الغيتار أو الكمان أو البيانو و غيرها من الآلات الموسيقية ليخطف طالب مصاب بالتوحد يدرس بملحقة الابيار إعجاب الحضور بعد عزفه الجميل على الة البيانو بشكل راق رغم إعاقته التي لم تمنعه من الابداع على طريقة الكبار ليتغلب على ما يمكن أن يحسب من طرف البعض نقصا ليجعل منها محفزا للتميز والانفراد في عالم الموسيقى فاستحق كل الإعجاب و التقدير بعد أن ضرب للجميع مثالا حيا في التحدي والمثابرة فكان هذا الطالب اكتشاف الموسم لا بسبب ادائه الجميل فحسب بل بسبب إصراره على ولوج عالم يصعب على بعض الاصحاء اقتحامه. المسرح ايضا كان حاضرا بهواته المتميزين من خلال عرضين مسرحيين برعا الممثلون في تجسيد أدوارهم الهادفة بعد أن عرف تلاميذ أقسام المسرح كيف يخلطون في عروضهم الجد بالهزل ليتفاعل الجمهور مع وقائعها وأبطالها. هذه الأبواب المفتوحة التي قدمت القليل مما تزخر بها» الكونسرفتوار« و ملاحقه من طاقات و ابداعات في مختلف الاختصاصات دفعت الحضور الذي جاء بكثرة لقاعة ابن خلدون للمطالبة بفتح المزيد من الملاحق على مستوى كل بلدية لأنه لا يحق لأي كان قال لنا احد الاولياء أن يقصى أي طفل من مثل هذه الانشطة الترفيهية بحجة نقص الاقسام او انعدام مثل هذه المرافق التي يجب ان لا تكون حكرا على ابناء العاصمة وما جاورها والتي أصبحت أكثر من ضرورة لانتشال الشباب والمراهقين من الآفات الاجتماعية التي أصبح هؤلاء يرتمون في أحضانها بسبب الفراغ القاتل .