لفت الجمهور الذي توافد بكثرة سهرة البارحة الخميس على دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة الانتباه في السهرة الختامية للأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية العالمية بباتنة كما لوحظ بعين المكان. ورغم تأخر السهرة عن موعدها بحوالي الساعة وتساقط خفيف للثلوج وسط برودة شديدة إلا أن عشاق الموسيقى الكلاسيكية بعاصمة الأوراس كانوا في الموعد وأثبتوا مرة أخرى بأنهم ذواقون لليس لأب الفنون وحسب وإنما للموسيقى الراقية أيضا. وتميزت سهرة اختتام التظاهرة التي انطلقت بالمسرح الجهوي يوم 9 مارس الجاري بفسيفساء من الموسيقى العالمية والجزائرية قدمتها أوركسترا مشكلة من طلبة كل المعاهد الموسيقية الجهوية والمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة المشاركة في هذه الأيام من مختلف أنحاء الوطن. وقاد الأوركسترا التي تألقت تحت التصفيقات الحارة للجمهور والفنانين والموسيقيين الذين حضروا السهرة في البداية المايسترو عبد الحكيم حماز(أستاذ الكونسرفتوار بعديد مدارس التكوين الموسيقي بفرنسا وعازف جوق دولي) ثم الأستاذ صاولي رشيد المايسترو والأستاذ في المعهد العالي للموسيقى بالجزائر العاصمة والرئيس الحالي لجوق السمفونية الوطنية. وتألق في السهرة التي غطت حرارتها أجواء الطقس الباردة الفنان المغني والأستاذ في الغناء الذي كون سنة 1993 مجموعة صوتية للغناء الأندلسي تضم 17 جنسية الأستاذ سيد أحمد لارينونا بأدائه الرائع للغناء الأوبيرالي والأندلسي ليمتع الجمهور بالعديد من المقاطع التي وقف لها الحضور تحية وتقديرا للفنان ومرافقيه من الموسيقيين. وتخللت سهرة الاختتام التي كانت مهربة من الزمن الجميل بتكريم المتألقين على مدار سهرات التظاهرة الأساتذة الدكتور عبد الحكيم حماز ورشيد صاولى وسيد أحمد لارينونا وكذا أستاذة البيانو التي تعلم على يديها الكثير من العازفين على هذه الآلة السيدة خيرة مقران وتمثلت الهدايا في آلات موسيقية كان لها أثر عميق لدى المكرمين. وتم بالمناسبة أيضا تكريم أحسن العازفين الشباب من مدارس التكوين الموسيقية الجهوية المشاركين في هذه الأيام وسط أجواء حيميمة أضفت لمسة خاصة على السهرة التي امتدت أكثر من ساعتين أبدعت فيها انامل جزائرية. وقبل إسدال الستار على هذه الأيام التي صنعت الفرجة بباتنة وجهت دعوة إلى المعنيين الى ضرورة ترسيم هذه التظاهرة التي ينظمها المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة قصد جعلها مهرجانا وطنيا للموسيقى الكلاسيكية العالمية لضمان تكوين أفضل لموسيقيي المعاهد الجهوية وجعلها فرصة التقاء واحتكاك بين الموسيقيين الجزائريين الممارسين والباحثين أيضا في مجال الموسيقى. وتضمنت هذه الأيام الى جانب سهرات موسيقية من تقديم المعاهد المشاركة و ورشات تنشيط أو ما يعرف ب( ماستر كلاس) و ذلك بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة لعدة آلات موسيقية بإشراف أساتذة مختصين .