نددت الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني بتصريحات مسؤول حزب الاستقلال المغربي الذي ادعى »استرجاع تيندوف وبشار«، وأكد نواب الأفلان أن هذه التصريحات تعكس أحلام »المخزن المغربي«، داعين المغاربة إلى الاهتمام بسبتة ومليلية وجزر ليلى بدل من التعرض لحدود وجغرافيا الجزائر. أكد نواب الأفلان بالغرفة السفلى للبرلمان أن تصريحات رئيس حزب الاستقلال المغربي تنم عن جهل بالواقع السياسي وتعكس أحلام المخزن المغربي، وأضاف النواب في بيان تسلمت »صوت الأحرار« نسخة منه أن هذه التصريحات تعيد إلى الأذهان أحلام مؤسسي حزب الاستقلال المغربي بدءا من علال الفاسي إلى حميد شباط رئيس الحزب الحالي. وأوضح النواب أن ما ادعاه المسؤول المغربي تضرب عرض الحائط بأعراف الأخوة والجوار وكذا مضمون المعاهدات والمواثيق، كما أنها تظهر نفاق الطبقة السياسية المغربية على الخصوص ولمخزن على العموم، مؤكدين أن المغرب سواء قصرا، حكومة أو ساسة يحاولون في العديد من المرات جر الجزائر في كل مشاكلهم. ودعا نواب الأفلان المغاربة إلى الاهتمام بسبتة ومليلية وجزر ليلى التي هي الآن تحت سيادة إسبانيا عوض التعرض لحدود وجغرافيا الجزائر التي تتمتع بسيادة كاملة غير منقوصة، معربين عن أسفهم لهذا الحزب المغربي الذي يريد تعويض خسارته الانتخابية وانتكاساته المتكررة بعرض خدماته على القصر عبر التهجم على الجزائر. ومن جهة أخرى، سبق لمنسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط وأن أكد أن التصريح العدواني والمتكرر من طرف حزب الاستقلال المغربي أو من جانب المغرب بصفة عامة يذكر بالهاجس القديم المتجدد للطرف المغربي، داعيا من وصفهم ب»المتنطعون« إلى العودة لرشدهم حتى يسود القانون بقوته التاريخية والدولية. كما أوضح بلعياط في تصريح ل»صوت الأحرار« أن التصريح العدواني سواء من طرف حزب الاستقلال أو من جانب المغرب بصفة عامة »يذكرنا بأن هذا التنطع والتهجم وهذا الهاجس القديم المتجدد سمعناه بصفة ملموسة ومسجلة تاريخيا« خاصة أثناء الفترة الانتقالية التي عاشتها الجزائري من 19 مارس 1963 إلى 1 جويلية من نفس السنة. وذكر منسق المكتب السياسي للأفلان بحقائق تاريخية، حيث أشار إلى أن الهيئة التنفيذية التي كان يرأسها عبد الرحمن فارس بلغها وجود تحركات مريبة تتهيأ للسطو على الأراضي الجزائرية بمنطقة تيندوف، حيث كان رد جبهة التحرير الوطني آنذاك عن طريق بلعيد عبد السلام الذي كان عضوا في تلك الهيئة التنفيذية الذي تنقل على الفور إلى تيندوف وأحبط سياسيا ذلك التجني والادعاء، وأضاف بلعياط أنه بنفس تلك السرعة والقوة كان كذلك رد الهيئة التنفيذية. وأكد بلعياط قائلا »حسبنا أن العملية انتهت«، لكن في أكتوبر 1963 بادر المغرب بمحاولة السطو على أراضينا بتلك المنطقة وهناك كان رد الجيش الوطني الشعبي كامل السرعة والردع وقد شارك في هذا الرد العسكري، يضيف بلعياط، جنود الجيش الوطني الشعبي بقيادة المرحوم محمد شعباني وكذا العقيد محند أولحاج، مؤكدا أن الأسلوب المتشبث بالقانون وحقوق الجزائر أوصل القضية إلى اتفاق مشترك بين الجزائر والمغرب في معاهدة رسم الحدود سنة ,1972 داعيا من وصفهم ب»المتنطعون« بالعودة إلى رشدهم حتى يسود القانون بقوته التاريخية والدولية.