تشارك الجزائر في أول مؤتمر متوسطي للتسممات الناتجة عن العقارب والأفاعي الذي ينظم من طرف مختبر البيئة بكلية العلوم السملالية بمراكش بالمغرب وذلك من 20 إلى 23 ماي الجاري بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمشاركة أزيد من 120 من الخبراء، الأطباء، وباحثين مغاربة وأجانب يمثلون 20 بلدا من بينهم فرنسا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا، المكسيك، البرازيل،البرتغال، تونس، ليبيا، مصر، وغيرهم. سيتم خلال هذا المؤتمر عرض العديد من المحاضرات والمداخلات التي لها علاقة بموضوع المؤتمر مما يشكل فرصة للباحثين والخبراء ومختلف العاملين في مجال التسممات لتعزيز تبادل الخبرات في مجال البحوث الحيوانية، والكيمياء الحيوية، السمية، وعلاج التسممات وكذا العناية بالمصابين داخل الوحدات الصحية. وتعاني جميع بلدان شمال إفريقيا من مشكل لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، غير أن لسعات العقارب تعتبر الإشكالية الكبرى لكون العديد من أنواعها تعيش داخل المنازل وبجوارها، وبالتالي فإمكانية التقائها بالإنسان تعتبر نسبيا محتملة بالمقارنة مع الأفاعي التي تفضل العيش في أماكن لا يصلها الإنسان إلا ناذرا، وتشكل لسعات العقارب مشكلة كبيرة حيث تؤدي لمقتل عشرات الأشخاص كل سنة. حيث يهدف الملتقى إلى وضع خطة عمل ترمي إلى إشراك جميع الأطراف من سلطات صحية، وعلماء البيئة، وعلماء الكيمياء الحيوية، وعلماء الوبائيات، وخبراء التسممات والمنظمات غير الحكومية والجماعات المحلية، ليشمل البرنامج استكمال حصر ورسم خرائط تواجد العقارب خاصة الخطيرة منها، وكذا ضرورة إيلاء أهمية خاصة للدراسات الوبائية لتحديد الأنواع العقارب المسببة للتسمات والسكان المعرضين للخطر، بالإضافة إلى توسيع الدراسات البيوكيميائية والدوائية لتوصيف سموم الأنواع الأخرى من العقارب على غرار العقرب الأسود. ويكتسي هذا المؤتمر أهمية خاصة حيث سيقدم خلاله ممثلو مختبر »اينوسان بيوفارما« المكسيكي آخر نتائج التعاون بينهم وبين معهد باستور المغرب لصنع أمصال ضد بعض عقارب وثعابين شمال أفريقيا، كما سيقدم نتائج آخر البحوث التي لها تأثير مباشر على المجالات الاجتماعية والاقتصادية والطبية الحيوية، كما يعتبر فرصة للتأثير على صناع القرار ببلدان البحر الأبيض المتوسط للاستجابة بفعالية لهذه المشكلة الخطيرة.