يسهر الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار بالجزائر على ضمان الحق في التعليم للجميع ، كما ضمن لهم الاستعمال الأمثل للوسائل والإمكانيات المالية و البشرية التي تخصصها الدولة في هذا المجال في إطار التضامن مع هذه الشريحة حتى تواكب التطور و تتكيف مع التغييرات، من خلال توفير لها البرامج و المناهج الخاصة بالكبار و هذا بالتنسيق مع المؤسسات و الجمعيات، و ذلك تحت شعار»القضاء على الأمية قضاء على الإقصاء و التهميش« و يرتكز نظام الدراسة بمحو الأمية على ثلاثة مستويات : الأول ، الثاني و المستوى الثالث لمدة تتراوح من 4 أشهر إلى 9 أشهر حسب كل مستوى، يتلقى فيها المتمدرسون دروسا في اللغة العربية و الرياضيات، و تستقبل مؤسسات محو الأمية شريحة عمرية من 15 سنة إلى 55 فما فوق ،و هي الفئة ذات الأولوية، بالإضافة إيل سكان المناطق الريفية، بما فيهم المرأة الريفية. و بفضل الجهود المبذولة تمكن الديوان من تقليل نسبة الأمية إلى 50 بالمائة في 2012 ، حيث بلغ عدد المتحررين من الأمية البالغين سن 15 إلى ما فوق في ظرف 5 سنوات، أكثر من مليون و 625 ألف متحرر من الأمية، أي في الفترة ما بين 2007 إلى 2012 ، كما رفع الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار التحدي للقضاء على الأمية مع نهاية سنة 2016 . إدماج المتحررين من الأمية في معاهد التكوين المهني بالتعاون مع منظمة »اليونيسيف« استطاعت ملحقة الجلفة ) كمنوذج(، من القفز بخطوات كبيرة من التحرر من الأمية إلى ما بعد التحرر، و هو برنامج تسعى من خلاله الملحقة من فتح المجال للمتمدرسين من مواصلة تعليمهم و اكتساب خبرات مهنية في مختلف الميادين، الملحقة تأسست في سبتمبر ,2001 و كانت عبارة عن مكتب ضمن مكاتب مديرية التربية ، نظرا لعدم توفر الهيكل، الى أن تم تدشينها في ,2004 حيث كانت أول منشأة على المستوى الوطني، و تشرف الملحقة على مجموعة من المراكز التي أنشأت بالتعاون مع منظمة زاليونيسيفس والتي تتكفل بمحو أمية المرأة على وجه الخصوص بالتوازي مع تمكينها من حرفة، حيث ساهمت بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في تقليص نسبة الأمية من 54 بالمائة إلى 35 بالمائة في الفترة من 1998 إلى ,2008 حسب الإحصاء الصادر عن الديوان الوطني للإحصاء. تجربة الإعلام الآلي في تعليم الكبار وقد قامت ملحقة ولاية الجلفة لمحو الأمية باعتبارها أول ملحقة أنشأت على المستوى الوطني بدورات تكوينية لمعلمي محو الأمية، و استقبلت زيارات لوفود من موريتانيا في ,2006 لسفراء اليونيسيف في ,2007 و وفود من منظمة الأممالمتحدة في ,2010 كما كانت لها حملات تحسيسية بالتعاون مع أفراد من قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية في نفس السنة، مما مكنها من أن تحتل المكانة المرموقة في تحرير شريحة واسعة من الأميين من مختلف الأعمار، و توسع نشاطها غالى مجال التعليم عن بعد و التكوين المهني في إطار ما بعد التحرر، حيث مكنت من المزاوجة بين الدراسة في محو الأمية و بعض التخصصات في التكوين المهني، مع تمكين كل متكون من الحصول على بطاقة حرفي أو شهادة التأهيل المهني من دار الصناعات التقليدية، كما تميزت ملحقة الجلفة بنجاح تجربتها في تعليم الكبار على تقنيات الإعلام الآلي، و هذا يعتبر حافزا قويا في التكيف مع التكنولوجيا الحديثة.