تمر الذكرى الثانية لرحيل المناضل المجاهد، العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، الوزير الأسبق سي الهادي لخذيري، رحمه الله وطيب ثراه وأكرم مثواه وألحقه بالصالحين العاملين في جنات الخلد والرضوان. لقد كان سي الهادي واحدا من رجالات الجزائر الذين ارتبط اسمهم بمسيرة وطنهم، مناضلا ومجاهدا ومسؤولا ساميا في الدولة، وهب حياته من أجل استقلال الجزائر وعزة شعبها، كما يعد الرجل من الذين رسموا معالم الجزائر المستقلة وساهموا في بناء أسس الدولة ومؤسساتها، حيث كانت مسيرته النضالية مفعمة بالعمل والعطاء في شتى المواقع من أجل خدمة وطنه بإخلاص وتفان. لقد ظل الفقيد، عبر مسار نضالي طويل، حافل بالعطاء والتضحية والمواقف المشرفة، وطنيا مخلصا للجزائر التي أحبها وتفانى في خدمتها، مسؤولا ساميا في الدولة وعضوا في الحكومة، حيث عرف بحنكته وقدرته على التخطيط والتوجيه بما ساهم في عصرنة القطاعات التي أشرف عليها، تحمل العديد من المهام المعقدة والصعبة، وهو من الشخصيات الوطنية التي ذاع صيتها على الساحة الوطنية والدولية، لما اضطلع به من مسؤوليات سياسية وأمنية، فكان مثال الحزم والجد، في ثورة التحرير وفي مرحلة البناء والتشييد، صادق الكلمة وثابتا في المواقف. فجزاه الله أوفى الجزاء بما عمل وجد في سبيل أداء واجبه نحو وطنه ومجتمعه. إن سي الهادي الذي رحل عن هذه الدار الفانية سيبقى حيا في وجدان رفاقه من المجاهدين والمناضلين، الذين يعترفون له بحبه للجزائر وصدق وطنيته وإخلاصه في عمله وكذا أخلاقه العالية التي كان يتميز بها، ويشهد له الجميع بأنه ظل وفيا لرسالة نوفمبر المجيدة، مناضلا صلبا لم يبرح بيت جبهة التحرير الوطني التي انتمى إليها مجاهدا ومناضلا محنكا وقياديا مسؤولا في كل المراحل التي مر بها حزب جبهة التحرير الوطني، فلم يبدل ولم يغير بل ظل مخلصا، وفيا لحزبه إلى أن آخر لحظة من حياته.وبهذه المناسبة يترحم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني باسمه الخاص ونيابة عن إطارات الحزب ومناضليه وعائلة الفقيد وكل الأهل والرفاق والمجاهدين على روح سي الهادي لخذيري، متضرعين إلى المولى أن يفسح للراحل العزيز مكانا طيبا ويدخله مع الأبرار والصديقين مدخل صدق ويعوض أهله الكرام وذويه ورفاقه والأصحاب عنه خيرا وبرا، سائلين الله عز وجل أن يتقبل روح الفقيد الغالي في فسيح جناته وأن يرفق بروحه وينزله مقاما محمودا مع إخوانه الشهداء الأبرار والمجاهدين السابقين، إنه سميع مجيب الدعاء.