يكتسي المشروع الضخم لإنجاز خط السكة الحديدة المكهرب الثنية- تيزي وزو على امتداد 50 كلم طابعا حيويا بالنسبة لسكان ولايات الوسط، حيث يرتقب نقل مالا يقل عن 4 ملايين مسافر سنويا حسب تقديرات مكاتب الدراسات. هذا الخط المكهرب المتمثلة على وجه الخصوص في الأمان والسرعة وربح الوقت عن دخوله حيز الاستغلال بعدد كبير من المسافرين وسالكي الطرق البرية إلى ركن سياراتهم الخاصة جانبا تفاديا لجحيم اللاأمن والاختناقات التي يعرفها خاصة الطريق الوطني رقم5 المنفذ الوحيد لسكان بومرداس نحو الولايات المجاورة. وكان وزير النقل قد أعلن لدى معاينته هذا المشروع أن استلامه ودخوله حيز الاستغلال سيتم في أول نوفمبر .2014 وأفاد بأن تقليص مدة استلام المشروع التي كانت مقررة شهر جانفي 2015 جاء بعد إعادة تقييم وتيرة تقدم أشغال المشروع و إمكانية احترام الموعد، لافتا في هذا الشأن إلى أنه ربحا للوقت تم تغيير خطط العمل حيث سيتم القيام بكل الأشغال المبرمجة بالموازاة بمعنى القيام بعمليات تصحيح الأرضية والتهيئة وإنجاز الجسور والأنفاق والتجهيز ووضع خط السكة الحديدية في آن واحد. يذكر أنه لوحظ من خلال هذه الزيارة بأن أشغال الإنجاز تجري على قدم وساق ومقسمة في شكل ورشات متعددة وكل واحدة يشرف عليها مؤسسة إنجاز مختلفة وتعرف في مجملها نسبا متفاوتة في الإنجاز تتراوح حسب مكتب الدراسات المكلف بمتابعة الإنجاز بين 44 و90 بالمائة. وقد رصد لإنجاز هذا المشروع الحيوي الممتد على طول 50 كلم غلاف مالي قدر ب 60 مليار و300 مليون دج وهو عبارة عن رواق يستقبل خطين مزدوجين تم تسطيحه بالكامل، حيث سيتم وضع أحد خطي السكة الحديدية بالرواق للاستغلال فيما سيحتفظ بالخط الثاني على سبيل الاحتياط . ويتضمن هذا المشروع الذي سيربط عند استلامه بالخط المكهرب الرابط حاليا بين مدينتي بومرداس والجزائر منشأة فنية ضخمة تتمثل في أربعة أنفاق أرضية من الحجم الكبير. وتقع هذه المنشأة بكل من بلديات الناصرية بطول 1475م وآخر بتادميت بطول 818م و ذراع بن خدة بطول 700م والرابع ببلدية الثنية بطول 235م. ويتضمن هذا المشروع الضخم الذي يشرف عليه خمس مؤسسات أجنبية إلى جانب مؤسسة جزائرية خاصة إنجاز 18 جسرا من الحجم الصغير على امتداد الخط وثمانية جسور أخرى على مستوى الطرقات البرية يمر عليها خط السكة الحديدية. يشمل إنجاز ست محطات قطارات بكل من بلديات سي مصطفى ويسر وبرج منايل والناصرية بولاية بومرداس وأخرى تقع بإقليم ولاية تيزي وزو على مستوى بلديات تادميت وذراع بن خدة ومحطة توقف صغيرة بمنطقة بوخالفة. وستبلغ سرعة القطارات المخصصة لنقل المسافرين التي ستستغل بهذا الخط المكهرب والذي سيزود بأجهزة و إشارات مرور حديثة 160 كلم في الساعة. أما القطارات الموجهة لنقل البضائع فستبلغ سرعتها 80 كلم في الساعة. ويبلغ عدد القطارات المخصصة لنقل المسافرين التي ستجوب هذا الخط يوميا ذهابا وإيابا بين الجزائر العاصمة مرورا بولاية بومرداس ووصولا إلى ولاية تيزي وزو 14 قطارا تضم في مجملها سبعة آلاف مقعد.