كرمه المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الجديدة باعتباره من جيل مسرحي منح الكثير من جهده وعرقه لترتوي الخشبة بابداعه وانغماسه في الممارسة المسرحية تخرج من معهد برج الكيفان أين تتلمذالأستاذ سعد أردش من 1969 إلى 1973 تمتد مسيرته على مدار 30 دورا أخرها دورالأمير في مسرحية "انسو هيروسترات "،أجرى تربصا في الإخراج بيوغوسلافيا سابقا وفي رصيده إخراج حوالي 12 مسرحية إلى جانب تجربته ونلج مع الفنان القدير محمد العيد قابوش إلى متاهات التجربة المسرحية ***شعورك وانت تكرم على خشبة المسرح الوطني ؟ تكريمي من طرف المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته هاته التفاتة جميلة وما أعيشه الآن لحظات سعادة نادرة لا تنسى ويستحيل تكرراها والدموع في عيني طبعا هي دموع فرح، وسعادة لهذا الإعتراف الذي يتوج مسيرتي في عوالم المسرح"• *** -في لحظة ما الم تفكر في بدايتك على الركح ؟ ---حقيقة شريط الذكريات يمر سريعا جدا فيلم في مرآة ترى من خلالها كيف تخرجت من المعهد وبدأت المشوار وتعرفت على العمالقة وتعاملت معهم ثم فجأة يصفق الجمهور فتعود إلى الحقيقة وترى انك قطعت مشوار طويل جدا فتختلط الأمور الفرحة بالدهشة لتسال نفسك هل هي نهاية المشوار أو بداية مشوار أخر *** فلنبدأ من المشوار الأول ومن التكوين ماذا بقي من زمن تكوين ما بعد الاستقلال ؟ --كنت سعيد جدا ، كجيل كنا محضوضون لأننا تكونا مع ما يقارب 17 إلى 19 أستاذ من العالم من الارغواي ، فرنسابلجيكا ، البلدان العربية .ولما تتكون وتتعرف على ثقافاتهم فذلك مكسب سيما أننا درسنا مع مصطفى كاتب رخمه الله في مقياس التمثيل كنا نتابعه على الشاشة فما بالك وأنت تقاسمه يومياته ثم أردش الذي تخرجت على يديه في دور أساسي عن مسرحية انتيغون دور كريون.وبالمناسبة تعامله معي كان كأب يملك بيداغوجية ووجهنا كشباب لا يفهم السياسة و لا يريد فهمها تعلمنا منه أن أي شخصية مسرحية يجيب تحليلها سيكولوجيا واجتماعي وسياسي .لذا اعد تكويننا رائعا. ***هل تقصد انه كان مثمرا بالشكل الذي جعلكم تواصلون المسيرة إلى اليوم بعد خمسة وثلاثين سنة ؟ فعلا إلى درجة أنني لما انتقلت إلى تربصات تطبيقية في الإخراج بموسكو ويوغوسلافيا في المرة الأخيرة سنة 1988 استغربوا لوجودي في الدورة وقالوا لماذا جئت ؟ درستم كل شيء ووجدت أنني لم أتلق أي جديد. ***لو خيرت بين التمثيل والإخراج ماذا تختار ؟ ---التمثيل يحتاج جهد كبير كنت أحب أن أكون ممثلا لكن بحكم السن أريد أن أكون مخرجا فقط والتمثيل مهد لي أن أكون مخرجا لأنني درست كيف أدير الممثل ، حالته النفسية، فهم الممثل حتى يقرا النص قراءة جيدة للوضعية التي ننتظرها منه ***التركيز على العامل النفسي في لبس الشخصية الممثل هل هو كاف ؟ ---نعم للتركيز دور هام جدا .تخرجت من المعهد ببرج الكيفان وطلب منا الراحل علولة الالتحاق بالمسرح في وهران 1973 ولما بدأنا العمل وجدنا ممثلين لا تكوين لهم ومستواهم الثقافي محدود سألته كيف انه يقدم اعمل ناجحة بممثلين محدودين فطلب مني أن أحول التساؤل إلى بحث في حياتي الفنية لأنه لا يملك الإجابة وبعد عشرين سنة تعاملت مع أستاذة جامعية وأنا اخرج مسرحية وطلبت منها البحث مقابل بحثي عن الإجابة .في نهاية المطاف سألتني عن الجواب قلت الممثل ذكاء –قالها لثلاث مرات-ومن يفتقر للذكاء حتى وان كان دكتورا لن يكون ممثلا . ***تبدو وكأنك تلغي الموهية أصلا؟ الموهبة في اعتقادي هي ذكاء والموهوب هو الذكي بالفطرة ولما يعمل ويتم تنويره فيما لا يعرف بسهولة استيعابه فيعطيك الأداء المميز. **** المسرح في الجزائر بين الماضي والراهن كيف تقرأه ؟ ----أشياء كثيرة كنا محضوضون في التكوين ولما تخرجنا كنا قلائل في الوسط الفني الذي كان مبنيا على التجربة أما الآن فالمعهد يدفع بدفعاته والممثلون على اتصال ويتحاورون في جماليات الفن في اعتقادي وصلنا الآن إلى مرحلة راقية مقارنة بالمرحلة التي كنت قد بدأت فيها لأننا في مرحلة ما تقريبا همشنا لأننا ببساطة لم نكن نفهم الناس ولم يكونوا يفهموننا الأخبار - تقصد القطيعة بين جيل مكون وأخر لا علاقة له بالتكوينفعلا وهناك ظروف أخرى سياسية كانت تضغط في المجتمع حي خلقت لون واحد ألغى ثقافة الذوق والجماليات في ظل تقبل الموجود.لست اعرف من همش الأخر لأننا عشنا في زوايا الصمت .-يتاثر – **** هل تعتقد أنه هناك حركة نقدية مسرحية في الجزائر حاليا ؟ ---متخصصين لا ، المعهد كون أفواجا تبعثرت بين مستشارين ومدراء ثقافة وأهملوا الوظيفة وهذا حقهم وبقي العمل النضالي للصحفيين لكن ليسوا بنقاد وهو ما وجدته في الجزائر عاصمة الثقافة العربية . *** مادامت تحدثت عن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية المنقضية هل تعتقد أنها العودة الفعلية للمسرح في الجزائر سيما في ظل الفلسفة الجديدة للمهرجانات ؟ ----في الجزائر لم يحدث أبدا أن استمر مهرجان وبتقاطعات والحمد لله الدورة الثالثة تؤكد أن المسرح بخير من خلال فرضه لقواعد اللعبة وإعادة النظر في اختيار النصوص والجودة.47 مسرحية معجزة بالتوزيع الذي عرفته معجزة ولأول مرة منذ الاستقلال فتح المسرح الوطني أبوابه طيلة السنة بدون توقف وهذا لم نعرفه لا في زمن كاتب ولا غيره .حتى الفرق الحرة أضحت تقدم انتاجات جيدة والمهرجان حتى يتطور إلى مهرجان دولي يجب أن تراقب الدولة ما تمنحه من أموال اختيار النصوص حتى لا يعبث من يريد العبث .الدولة تقوم بمجهود عكس وقت مضى كنا نبكي فيه من قلة الإعانات لابد أن نأخذ الأمر بجدية اكبر فالمهرجان لا أعده فرصة للأكل وإمضاء الحضور ثم المغادرة .