بدأت التحضيرات للاحتفال برأس السنة الميلادية منذ عدّة أيام، حيث شهدت محلات بيع الحلويات على مستوى العديد من شوارع وأحياء العاصمة نقصا في عرض حلوى رأس السنة أو ما يعرف ب »لا بوش«، نظرا لتناقص الطلب عليها من جهة لارتفاع أسعارها ومن جهة أخرى لرفض إحياء هذه المناسبة التي لا تمد لديننا بصلة. قامت» صوت الأحرار » بزيارة ميدانية إلى بعض المخابز ومحلات بيع الحلويات المتواجدة بشوارع العاصمة، وكانت البداية محل بحي ساحة الشهداء، حيث أكّد صاحبه أن الطلب على حلويات رأس السنة في تناقص مستمر، وأنّ المواطنين استغنوا عن اقتناء هذه الحلوى بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى الكثير من فئات المجتمع، وأنّ اقتنائها يقتصر على من يعيشون حياة الترف ولا يجدون أي حرج في صرف أموالهم. كما قال صاحب المحل أنهم لا يصنعونها إلا بطلب من الزبائن، كونها مكلفة جدّا، ولحد الآن لم يطلبها أي أحد على عكس السنة الفارطة. في حين سجّل محل بيع الحلويات بحي ديدوش مراد أكثر من خمسين طلب قبل مدّة من حلول يوم رأس السنة الميلادية، وهذه الطلبات أغلبها موجهة لمالكي المطاعم، ونوادي الشاي الذين يعتبرون أكثر الزبائن إقبالا على هذا النوع من الحلويات. من جهتهم يمتنع العديد من الجزائريين عن الاحتفال بهذه المناسبة لأسباب مختلفة، حيث قال أحد المواطنين ل » صوت الأحرار « أنه يمتنع عن اقتناء حلوى رأس السنة لأنّها مكلفة جدّا فمن غير المعقول صرف أزيد من ألفي دينار جزائري من أجل شرائها، وفي ذات السياق قالت منال، إن أعياد المسلمين معروفة لدى العام والخاص، ولا يجوز الاحتفال بغيرها باعتبارها دخيلة على المجتمع المسلم، كما أضافت راضية أن المصاريف التي ستصرف بالمناسبة يدخل في إطار التبذير وهذا غير جائز، كما اعتبر محمد أنّ هذه الاحتفالات تعتبر تقليدا للغرب، وهي منافية للتقاليد الجزائرية. في حين صرح عز الدين بأنه يحتفل بهذه المناسبة، ولكن بطريقته الخاصة دون اقتناء حلوى رأس السنة، فهو لا يمكنه تجاهل هذا اليوم المميز لأنه يعتبر يوم ميلاد المسيح وأنّ المسيح هو أحد أنبياء الله المرسلين. فيما يفضل العديد من الجزائريين خلال هذه المناسبة شراء ما يعرف ب» التراز« عوضا عن »لابوش« لأنّ هذا الأخير يستعملونه كحلوى رأس السنة الهجرية، وأرجعت رشيدة سبب اقتنائها لتلك الحلويات هو إرضاء لأبنائها الصغار، كما أكدت الحاجة فاطمة أن» التراز« من ضمن عادات أجدادنا، وهي استقبال العام الجديد بحلويات، ليحمل لنا هذا العام أيام حلوة وهنيّة.