جدد عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في حديث لموقع ''كل شيء''عن الجزائر، تأكيده على أن بوتفليقة مُرشح رسميا لرئاسيات 2014 وهذا هو الأهم في رأيه، لا سيما وأن وضعه الصحي جيد وفي تحسن مستمر، ونظرا لأهمية الحوار ارتأت »صوت الأحرار« نشره كاملا. أعلنتم عن الترشح الرسمي لعبد العزيز بوتفليقة للرئاسيات المقررة يوم 17 أفريل المقبل، في حين أن المعني الأول لم يفصح بعد عن نواياه، من أين لكم أن تؤكدوا ذلك ومتى سيعلن بوتفليقة عن ترشحه رسميا؟ أنا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وعبد العزيز بوتفليقة رئيس الحزب، وعليه فمن واجبي أن أعلن ترشحه للرئاسيات، أما فيما يتعلق عن بتاريخ إعلان الرئيس عن هذا الترشح وكيفية القيام بذلك، فإن القرار النهائي يرجع إلى الشخص المعني، ليس من المهم كذلك أن تركزوا على مصادري، فبوتفليقة رسميا مرشح وهذا هو الأهم. هذا الإعلان عن الترشح، هل لديه علاقة بالفترة العلاجية الأخيرة التي قضاها الرئيس بمستشفى فال دوغراس؟ لا، لا توجد أي علاقة بين ما قلته ورحلة بوتفليقة إلى فرنسا، الأطباء وصفوا للرئيس بوتفليقة مراقبة طبية روتينية كل ستة أشهر، وأنا أؤكد أن بوتفليقة بحالة صحية جيدة ووضعه الصحي في تحسن مستمر حسب الأطباء الذين يتابعونه. هل حصل رئيس الجمهورية على شهادة طبية من مستشفى فال دو غراس تؤكد أن وضعه الصحي جيد ويسمح له بالترشح إلى عهدة جديدة وفق ما يقتضيه الدستور الجزائري؟ نعم، رئيس الجمهورية لديه شهادة طبية تسمح له بالترشح،كما أن أطباءه سمحوا له بالترشح للرئاسيات وهو مُرشح. هل الشهادة الطبية موقعة من طرف الأطباء الجزائريين أم من مستشفى فال دو غراس؟ الوثيقة سيتم إيداعها في ملف الترشح. إذن ما الذي يمنع رئيس الجمهورية من التوجه إلى الشعب الجزائري للإعلان عن ترشحه؟ ولماذا المواصلة في زرع الغموض؟ الغموض موجود في رأس الإعلاميين، الرئيس لديه الوقت للإعلان عن ترشحه إلى غاية 2 مارس المقبل على الساعة الثانية عشر ليلا، وقبل هذا التاريخ لا يمكن الحديث لا عن غموض ولا عن جدل، وبالتالي لماذا التعنت في جعل بوتفليقة مرشحا استثنائيا، بوتفليقة مرشح كغيره من المترشحين للرئاسيات. لا يمكنه أن يكون مثل باقي المترشحين، إنه لم يتوجه بأي خطاب إلى الشعب منذ عدة شهور... الرئيس معروف بكونه يحب عنصر التشويق وأن يأخذ وقته ومن يعرفونه جيدا يعلمون يقينا، أن عبد العزيز بوتفليقة ليس بالشخص الذي قد يتسرع في الإعلان عن ترشحه. الرئيس سيحترم الآجال وسيتكلم في الوقت الذي يراه مناسبا، البلاد تسير بطريقة عادية، ومؤسسات الدولة كذلك. الرئيس يستقبل الوفود الأجنبية ومسؤولين سامين في الدولة، أمور كثيرة تقال حول صحة الرئيس، لا سيما من طرف المعارضة، هذه الأخيرة عليها أن تعلم أنه لا يحق لها أن تمنع ترشح الرئيس، وكل ما يحق لها هو المطالبة بانتخابات حيادية وشفافة. بوتفليقة انتظر حتى تكون هناك دعوة كبيرة من قبل المجتمع لترشحه من أجل أن يفصل، الجزائر بحاجة إلى بوتفليقة لضمان الاستمرارية، الاستقرار والأمن. الطبقة السياسية ترى بأنه بترشح بوتفليقة، الانتخابات ستكون مغلقة. بوتفليقة قادر على تحمل مسؤولية المهمة الموكلة إليه، حيث ان هناك برنامجا وحصيلة، ونحن نتمنى أن تتوقف المعارضة عن الحديث عن شخص الرئيس وهذه هي الاتهامات الباطلة والمجانية. نتائج الانتخابات لا تقرر في وزارة الداخلية وإنما داخل صناديق الاقتراع، بعض الأحزاب تخاف من الذهاب إلى الشعب، فهم يعلمون يقينا إنه لن يمنحها صوته 15 سنة من الحكم، ألا تظنون أنه قد حان الوقت للرئيس كي يتقاعد ويفسح المجال لمرشحين آخرين؟ القرار يرجع للشعب الجزائري، والرئيس لديه الحق كمواطن في المشاركة في الرئاسيات. الإعلان عن ترشح بوتفليقة فاجأ الكثيرين بما فيها الأحزاب القريبة من النظام... بالإعلان عن ترشح بوتفليقة، كثير من الأحزاب خسرت الأوراق التي كانت تراهن عليها، أنا أتفهم أن هذا يخيف البعض ولكن ليس سببا لزرع الشك. ما هو الدور الذي ستضطلع به المؤسسة العسكرية في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وهل اختار الجيش مرشحه؟ البحث عن توريط الجيش في مسألة سياسية هو نقاش عقيم في رأيي، لأنه لدينا جيش جمهوري، والعسكري لديه صوت مثله مثل أي مواطن جزائري، سيعبر عنه عن طريق صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. نتحدث عن الجيش كمؤسسة؟ المؤسسة منسجمة، دورها محدد وفق ما يقره الدستور، حيث أنها متواجدة من أن أجل ضمان أمن البلاد وحماية الجزائريين، في شهر أفريل المقبل ستكون هناك انتخابات مدنية بامتياز، وأنا لا اعتقد أن الجيش سيلعب أي دور كان. تورط الجيش سابقا في اختيار المرشحين... لقد تجاوزنا المرحلة الانتقالية، بعد العشرية السوداء وبفضل الوئام المدني والمصالحة الوطنية، اليوم نحن أمام مرحلة جديدة تسمح لكل مؤسسة بان تلعب دورها بقوة وفق ما ينص عليه الدستور ولا اعتقد أن الجيش لديه دور في الانتخابات. علي بن فليس سيشارك في الانتخابات الرئاسية، هل يمكن أن يكون مصدر تهديد لمرشح الأفلان؟ لن أرد على الأسئلة التي تخص وتُلزم مرشحنا. إلى أين وصل مشروع الدولة المدنية الذي دافعتم عنه؟ سيتم إرساء الدولة المدنية، هو مشروع رئيس الجمهورية، هل انتهى منه؟ نقول بأن الرئيس قام بالكثير ولا أظن أن هناك شخصا في الجزائر قد يكون ضد هذا المشروع، أنا أتحدث بطبيعة الحال عن جزائر الشباب، جزائر المستقبل. وفي برنامجه السياسي، فإن بوتفليقة تحدث عن الدولة المدنية ونحن مقتنعون أن هناك عديد من الجزائريين الذين سيدعمون هذا المشروع. هل سيعرض بوتفليقة برنامج انتخابيا جديدا؟ من البديهي أنه سيرتكز على برنامجه، لكن سيكون هناك جديد، يمكنني أن أؤكد أن بوتفليقة سيعمل بداية، على مواصلة وانجاز المشاريع التي وعد بها. ما هي علاقتك بعبد المالك سلال الذي وصفتموه بأنه لاعب سياسي سيئ؟ هذا الحديث من الماضي، وما يهمني هو المستقبل، ليس لدينا أي مشكل مع الوزير الأول الذي تجمعنا به علاقات حسنة، سلال له أن يكون مناضلا في الأفلان إذا أراد ذلك وسنعطي له بطاقة الانخراط يقول عبد الرحمن بلعياط، أنه وفر النصاب لاستدعاء اللجنة المركزية في دورة استثنائية لانتخاب أمين عام جديد للحزب؟ عدد التوقيعات التي يتحدثون عنها يبقى أن يؤكدوا وجودها، ونحن نشكر العمل الذي ينجز على مستوى الهياكل الداخلية للحزب وليس العمل الذي يجري داخل المقاهي والمطاعم، أقول وأكرر، الأمر بالمهمة الخاص بهذا الفريق تنتهي مدة صلاحيته يوم 17 أفريل .2014 بالرغم من أن هؤلاء المناضلين والإطارات يؤكدون دعمهم لترشح بوتفليقة؟ خطأ، لأنهم يساندون مرشحا آخر، وعلى كل حال لم يدافعوا أبدا على ترشح بوتفليقة لا اليوم ولا في الماضي. هل أنتم مهتمون بمنصب نائب الرئيس؟ لا، لم اطلب أبدا هذا المنصب، أنا رجل موقف، والمناصب لا تهمني وستعملون لاحقا لماذا طالبنا بمراجعة الدستور. وماذا عن الجهاز التنفيذي؟ بعد الرئاسيات، يجب أن يتم تسيير الحكومة من طرف حزب الأغلبية ونحن حزب الأغلبية. العنف الذي عرفته غرداية بلغ درجات مقلقة؟ مسؤولون يفندون تورط أيادي أجنبية في ما يحدث بغرداية، أنا لست موافقا لكني أقول بأن الأحزاب السياسية لديها دور كبير يجب أن تلعبه لتهدئة النفوس وتقريب الأطراف المتصارعة، لكن للأسف لا يقومون به كما يجب بما فيهم الأفلان.