دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى طي صفحة الماضي وتوحيد المواقف إزاء ما يجري في القدس، في وقت رحبت فيه فتح بما وصفتها باللهجة التصالحية الإيجابية في تصريحات مشعل. وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان إن مصر ستدعو إلى مؤتمر وطني فلسطيني الشهر المقبل لطرح الصيغة النهائية لمشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن الورقة المصرية أرضية جيدة للمصالحة وقد تعاملت حماس معها بإيجابية وجدية. وأشار إلى أن الورقة تطرقت إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في مواعيد سيتفق عليها قريبا، فضلا عن إيجاد آلية للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الفلسطينية، وترتيبات الأمن التي توفر الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات في مواعيد تحدد لاحقا. وحذر مشعل من اتخاذ أي خطوات تطبيعية مع الإسرائيليين، وطالب بعدم الاستجابة لضغوط وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للقيام بمكافأة لا تستحقها إسرائيل فهي عدو. كما دعا إلى الوقف الفوري للتنسيق الأمني مع إسرائيل, ووقف العمل بخطة »دايتون« والعودة إلى خيار المقاومة، معتبرا أن التفاخر بتطبيق »خريطة الطريق« في ظل الاعتداءات الإسرائيلية أمر لا يليق. وأكد أن ما يحدث في القدسالمحتلة عموما والمسجد الأقصى خصوصا تطور خطير، مشيرا إلى أن الاعتداء الإسرائيلي الأحد الماضي على الأقصى يأتي في إطار المساعي اليهودية لاقتسام المسجد مثلما فعلوا مع المسجد الإبراهيمي بالخليل. وقد رحب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب بما وصفه باللهجة التصالحية الإيجابية في خطاب مشعل. وأكد الرجوب أن فتح كانت وما زالت مشروع تحرر وطني لإنجاز الاستقلال وإنهاء الاحتلال، مشيرا إلى أن الحركة تؤمن بأن الانتخابات الديمقراطية هي البوابة لإنهاء الانقسام وأن الحوار هو الطريق لإنجاز الوحدة الوطنية. واعتبر الرجوب أن تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ولا سيما في القدس وقطاع غزة، يجب أن يفرض على الجميع العودة إلى الالتزام بالوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير. ومن جهته وصف عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح( نبيل شعث تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية )حماس( خالد مشعل بشأن إنهاء الانقسام وطي صفحة الماضي، بأنها إيجابية، وأكد أن اللجنة المركزية ستجتمع برئاسة الرئيس محمود عباس لإعلان موقف فتح حيال هذه التصريحات. ونقلت وكالة صفا الفلسطينية عن شعث قوله إنه »إذا كانت حماس تقبل بالورقة المصرية من دون تحفظات، وإذا كانت ترغب في الوصول إلى اتفاق في القريب العاجل ومستعدة لإجراء انتخابات بتأجيل محدود، فإن الوفاق الوطني بات قريبا«، معربا عن أمله في ألا تعرقل الإضافات التي تطرق إليها مشعل فيما يتعلق بالضفة وغيرها الوصول إلى اتفاق. وشدد على أن الورقة المصرية واضحة ولا داعي للإضافة عليها، فهي نتجت عن مواكبة لما يقرب من عام من المفاوضات، ولفت إلى أن المطلوب الآن هو أن يذهب الجميع للقاهرة لتوقيع اتفاق، مجددا عزمه القيام بزيارة غزة برفقة بعض أعضاء فتح لإذابة الجليد مع حماس. وكانت فتح سلمت ردها على الورقة المصرية مبدية موافقتها عليها وعلى إرجاء موعد الانتخابات الفلسطينية ستة أشهر عن موعدها المقرر قبل 25 جانفي المقبل، بما فيها إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني في النصف الأول من العام 2010، لكنها طلبت أن يحدد موعد نهائي حتى يستطيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يصدر مرسوما رئاسيا بالدعوة إلى الانتخابات قبل جانفي المقبل. وحسب تسريبات صحفية فإن الورقة المصرية تدعو لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية منتصف العام القادم وتعزيز قدرات قوات الأمن الفلسطينية بإشراف مصري وإطلاق سراح المعتقلين لدى حماس وفتح.