تباحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في دمشق أمس اتفاق الدوحة الذي أنهى أزمة لبنان السياسية، فيما يتشاور رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة مع الكتل النيابية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد حل أمير قطر ظهر أمس بدمشق حيث أجرى مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد تناولت الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة. وفي هذا السياق اتصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنظيره السوري أول أمس وأشاد بجهوده في إنجاح اتفاق الدوحة وضمان انتخاب رئيس توافقي في لبنان، حسب معلومات وزعتها وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا. وفرنسا التي شهدت علاقاتها بسوريا توترا بسبب أزمة لبنان كانت بين الدول التي بذلت جهودا لم تكلل بالنجاح لإنهاء الأزمة نفسها. ومن جهة أخرى باشر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمس لقاءاته التشاورية مع رؤساء الكتل النيابية والمستقلين في إطار تحضير تشكيل الحكومة الائتلافية بتكليف من الرئيس ميشال سليمان. وتشمل اللقاءات حزب الله وزعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون بصفته رئيس حكومة انتقالية سابقة. وكان عون رفض تكليف السنيورة واعتبره "إعلان حرب"، لكنه في الوقت نفسه أكد مشاركته في الحكومة التي يفترض أن يكون للمعارضة فيها 11 وزيرا مقابل 16 للأكثرية و3 لرئيس الجمهورية. وقام رئيس الوزراء المكلف الأربعاء الماضي بجولة على رؤساء الحكومات السابقين للاطلاع على آرائهم بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة. وجاء تكليف السنيورة بعد أن رشحه 68 نائبا من قوى 14 آذار (الأكثرية), في حين امتنع 59 نائبا معارضا عن تسميته، لكنهم لم يسموا غيره لرئاسة الحكومة المنتظر أن يحصلوا فيها على "الثلث المعطل". وكان من المعتقد أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري سيكلف بالمنصب، ولكن يبدو أنه اختار أن يستبقي حليفه المقرب السنيورة في المنصب، وقال الحريري ردا على سؤال "لم أعتذر، إنها مرحلة تأسيسية.. مرحلة فيها مصالحة ولا بد أن تبدأ بفؤاد السنيورة". ويأتي ذلك تنفيذا لاتفاق الدوحة الذي يحدد حصص كل طرف في الحكومة المرتقبة, بحيث يكون لقوى الأكثرية 16 مقعدا, وللمعارضة 11 ولرئيس الجمهورية ثلاثة مقاعد. ولن تستمر الحكومة الجديدة أكثر من عام, حيث ستكون هناك انتخابات تشريعية في العام القادم. واف/رويتر