عندما ينزل مستوى رؤساء الأحزاب، وعندما تتصاعد مخاوف الزج الأجنبي بالجزائر في دهاليز المجهول، فإنه من الحق الشرعي للمواطن أن يتخوف على مستقبل الوطن. مقري: رقصة الطير المذبوح لا أعتقد أن عاقلا كان يتوقع أو يتمنى أن يهاجم عبد الرزاق مقري وهو رئيس زأهمس حزب إسلامي حاليا في الجزائر السيدة لويزة حنون رئيسة زأهمس حزب اشتراكي في البلاد. إن المفردات التي استخدمها رئيس حركة مجتمع السلم لا تليق بأبسط مناضل في حركة تنهل فكرها ونهجها من الإسلام والسنة وتجارب السلف الصالح حسب أدبياتها السياسية، إنها سقطة كبيرة عندما ينزل رئيس حزب ليجرح في رئيس حزب آخر اختلف معه سياسيا واختلف معه حول الإنتخابات الرئاسية على وجه التحديد، ورغم أن أدبيات حركة مجتمع السلم تقوم على أن زالإختلاف رحمة ولا يفسد للود قضيةس إلاّ أن يصل عبد الرزاق مقري إلى ما وصل إليه فهذا غير مقبول، لأنه مس الحياة الشخصية لرئيسة حزب، وحياة شخصية لامرأة ينبغي أن تنأى الرجولة عن المساس بها. حسبما تتبعنا عبر الصحافة الوطنية، فإن النقاش كان سياسيا، فالسيدة لويزة حنون من موقع ترشحها للرئاسيات محتوم عليها التعرض بالنقد لدعاة المقاطعة الذين نصبت حركة مجتمع السلم نفسها قائدة لهم، ولأنها حملة انتخابية فإن النقد وكشف العيوب السياسية للآخرين بدون تجريح أمر مطلوب ومرغوب وإلاّ ما أصبحت الحملة الإنتخابية حملة. فجأة يخرج النقاش عن مساره الطبيعي وعن موضوعه العادي إلى مسار لاأخلاقي، لأن العبارات التي استخدمها مقري في حق لويزة حنون عبارات لا أخلاقية ولا تليق بأي مسؤول يطمح لقيادة البلاد أو يقود حزب يساهم بأفكاره وبرنامج ورجاله في رسم مستقبل البلاد. إن هذا السقوط يعكس الحالة النفسية لحزب فقط بوصلته، حزب متذبذب في مواقفه يعارض الإسلاميين ثم يتحالف معهم، يعارض النظام ثم يتحالف معه، يعارض العلمانيين ثم يتحالف معهم من أجل المقاطعة، يشارك في الحكومة ثم ينسحب ظنا منه أن زثورات الربيع العربي في تونس ومصر ستوصله إلى السلطةس ولما فشل هاج من أجل المقاطعة، وربما هذا التذبذب في المواقف هو الذي أحدث الإنشطار السياسي لحركة إلى عدة أحزاب جديدة مثل تاج والبناء والتغييرلا وغيرهم. السيدة لويزة حنون التي يشكّل حزبها كيانا سياسيا متميزا ظلت ثابتة على مواقفها، منذ التسعينيات وإن أحدثت بعض التغييرات التاكتيكية في مواقفها فإن ذلك يتماشى وتغير الظروف، فهي حافظت على الثابت وتغيّرت مع المتحول، وليس مشروطا على الحزب أن يقاطع ويعارض كل أفكار المعارضة ليكون حزبا معارضا. مؤشرات التدخل الأجنبي لزعزعة الجزائر هناك قضية أخرى يجب أن نشير إليها، وهي التقاطع الخطير بين أفكار لويزة حنون التي ظلت تحذر من مخاطر أجنبية تحوم حول الجزائر، وتحذر من الإنسياق إلى الشارع لمقاطعة الإنتخابات، وبين دعوة مقري وقيادة حزبه فكرة النزول إلى الشارع التي تصعد حدة المخاطر وتقدم التبريرات لحدون ز انزلاق أمني في البلادس. وفيما يلي أهم المؤشرات عن المخاطر المحدقة بالبلاد، 1 -,وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يحذر السلطات الجزائرية من أن هناك مؤامرة خارجية تريد أن تزج بالجزائر في ربيع عربي يكون آخر حلقة في ما يحدث في البلدان العربية بعد ليبيا ومصر وسوريا وغيرها. 2 -سفير الجزائر في رومانيا حمراوي حبيب شوقي في مقابلة مع القناة الخاصة زالجزائريةس يقول أن سفيرة دولة عظمى في رومانيا اتصلت به وقالت له بلغ رئيسك بأن دول غربية تريد أن تزج بالجزائر في وضع شبيه بالوضع السوري. 3 - نشرت صحيفة البلاد الجزائرية تقريرا يوم 26 مارس الجاري تقول فيه أن حركة يهودية اسمها ز افازس وهي منظمة عالمية غير حكومية نشيطة على الأنترنيت وشبكات التواصل الإجتماعي ممولة من قبل الملياردير اليهودي جورج سوروس الذي يعد من بين أهم 100 ملياردير عبر العالم تقوم بتأجيج الوضع من خلال التنسيق مع عدة أطراف منها حسب الجريدة حركة بركات التي نزلت إلى الشارع عدة مرات بدعوى معارضة ز العهدة الرابعةس ، وهذا ما يذكر بالدور الذي لعبه اليهودي هنري برنار ليفي في ليبيا. 4 - نشرت جريدة صوت الأحرار بتاريخ 26 مارس تقريرا فحواه أن الكونغرس العالمي الأمازيغي الذي عقد ندوة في الرباط يوم 24 مارس الجاري من خلال التسمية منظمة أجنبية دعا إلى مقاطعة الإنتخابات الرئاسية في الجزائر ما يمكن اعتباره تدخلا خارجيا في الشأن الداخلي. 5 - قناة اقرأ السعودية تبث ندوة حول الخوارج، تم خلالها تكفير الإباضية، فحدثت فتنة في غرداية تحولت إلى أزمة مذهبية وسياسية خطيرة، جعلت المجتمع المدني بولاية غرداية يصدر بيانا صحفيا يندد فيه بقناة اقرأ نشرته جريدة الخبر الجزائرية يوم 23 مارس الجاري، يقولون فيه أن ولاية غرداية تعيش منذ أزيد من سنة على وقع تطورات خطيرة، لعبت فيها قناة ز اقرأس دور المؤجج للفتنة بإشعالها نعرات ز الإسلام بعيد عنهاس بوصفها الإباضية بالخوارج. وأشار البيان إلى أن الندوة التي بثتها القناة منذ أزيد من شهر، أعادت بثها مرارا وتكرارا آخرها يوم 20 مارس الجاري، ما ساعد على تأجيج الفتنة الطائفية والمذهبية. ودعا المجتمع المدني لولاية غرداية من خلال هذا البيان إلى التدخل الفوري لوزير الشؤون الدينية والأوقاف لمحاربة هذه الأفكار التي وصفتها بالمغلوطة، وتدخل المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتنظيم ملتقيات حول المذهب الإباضي وإبراز قربه من السنة، وتنديد السلطات الجزائرية رسميا لدى السلطات السعودية بقناة زاقرأس. 6 - العثور على شرائح هاتف أجنبية في غرداية قيل أنها شرائح مغربية. 7 - القاء القبض حسب الصحافة الجزائرية- على شاب مزدوج الجنسية فرنسي جزائري يفبرك صور فيديو وينشرها على اليوتيوب لتأجيج الفتنة. هل بعد كل هذا وغيره، لا يتخوف المواطنون على مستقبل الجزائر؟ أليس هناك صعود حقيقي للمخاوف؟