يستعدّ حزب جبهة التحرير الوطني، لإثراء مشروع الدستور التوافقي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في خطابه الأخير بقصر الأمم، ولأنّه كان السبّاق إلى ذلك، فإن الأفلان يعتبر معنيّا أكثر من غيره بمسألة تعديل الدستور، حيث أكد أمينه العام، في أكثر من مناسبة على مشاركة الحزب بقوة وفعالية في هذه الورشة، من خلال جملة من المقترحات يراها ضرورية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة. يرى حزب جبهة التحرير الوطني، أن صبغة »التوافق« التي يحملها الدستور المقبل، تقتضي اقتسام التشاور بين مختلف مكونات الطبقة السياسية معارضة كانت أم موالاة، حول مضمون الدستور المقبل، بعد أن اتضح من خطاب رئيس الجمهورية الأخير أن من أولوياته مراجعة الدستور، باعتبار أن هذا هو الهرم الذي تبنى عليه الدولة، على حد قول الأمين العام عمار سعداني، هذا الأخير شدد على أن »من أولويات حزب جبهة التحرير الوطني مساعدة الرئيس على تجسيد برنامجه«. ويدافع حزب جبهة التحرير الوطني عن أفكاره ووجهة نظره التي يرى ضرورة في إدراجها ضمن التعديل الدستوري المقبل، والتي تسعى حسب الأمين العام، عمار سعداني، إلى تعزيز الفصل بين السلطات، بعد أن أبرز ذلك بقوله »من بين أولويات الدستور بناء دولة الحق والقانون بالاعتماد على العدالة«، موضحا بأن خطاب الرئيس تضمن كذلك التأكيد على فتح ورشات كبرى في التنمية فيما يخص الهضاب والجنوب والمناطق الجبلية، مؤكدا رغبة الرئيس في توسيع ثوابت الجزائر في بناء وإرساء العلاقات الدولية، وتمسكها في الوقت نفسه بالقضية الفلسطينية التي تشهد حاليا حراك سياسي كبير.وضمن هذا المسعى يحضّر الأفلان لتقديم عدد من المقترحات بشأن تعديل الدستور، في إطار المشاورات السياسية التي يقودها مدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى، فضلا على ذلك عمد الأفلان إلى تهيئة قاعدة الحزب للمشاركة في النقاش، من خلال عقد لقاءات تنظيمية على مستوى محافظات الحزب بالولايات من طرف أعضاء المكتب السياسي، حيث كانت أول محطة، بولاية بجاية، أين اجتمع عضوا المكتب السياسي أحمد بومهدي، ومصطفى معزوزي بهياكل الأفلان ومنتخبيه على مستوى الولاية. وتندرج هذا اللقاءات في إطار المسعى الذي سطّره المكتب السياسي والأمين العام للحزب، والذي يرمي أساسا إلى تهيئة القواعد للتحديات المقبلة، من بينها المشاركة والإسهام في تعديل الدستور، وكذا التحضير الجيد للمؤتمر، بعد تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر العاشر خلال دورة اللجنة المركزية. وفي الموضوع نفسه يرى عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الإعلام، السعيد بوحجة، أن مشروع الدستور التوافقي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، يقتضي إشراك الجميع في المشاورات، مشترطا حضور المعارضة التي شدد بوحجة على ضرورة أن تتعامل بصورة إيجابية مع إرادة الشعب.