تنتظر 6 عائلات تقطن مساكن قديمة ب 67 شارع فرنان حنفي بحسين داي، التفاتة من الجهات الوصية وترحيلها من هذه المنازل التي تشغلها منذ استقلال الجزائر، عايشت فيها أبشع صور المعاناة بسبب ضيقها وهشاشتها كونها مبنية منذ العهد الاستعماري ولم تعد صالحة للسكن، هذه العائلات التي تعاني التهميش لم تشفع لها الملفات التي وضعتها منذ تواجدها بها لدى السلطات المحلية في الظفر بسكن لائق. تعيش 6 عائلات ببلدية حسين داي في العاصمة، ظروفا اجتماعية صعبة في كنف بيوت غير صالحة للسكن، والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي يزداد مرارة وقساوة مع مرور الأيام، في انتظار حل لانشغالاتهم، والتي أوّلها إعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب وقت ممكن. وقد عبر قاطنو هذه السكنات عن تذمرهم من وضعيتهم وعدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة وأن بيوتهم لم تعد قادرة على الصمود بسبب قدمها وهشاشتها من جهة، وضيقها من جهة أخرى، مشيرة إلى الظروف الحرجة التي يعيشونها فبد أن كان الأبناء صغارا في السنوات الماضية أصبحوا اليوم كبارا ومنهم من تزوج فاضطرت العائلة التي كانت تملك غرفتين إلى منح هؤلاء وهو ما جعلهم يتخبطون في أزمة حقيقية بعد أن أصبحت تلك السكنات لا تسع جميع أفراد العائلة.وأعرب القاطنون في هذه السكنات في حديثهم ل » صوت الأحرار« عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديدين للظروف المعيشية التي يتكبدونها في بيوت تفتقر لأدنى الشروط الضرورية للحياة وأبسطها، مؤكدين في ذات السياق أن معاناتهم تلك تمتد بعمر استقلال الجزائر، فمنذ خمسون سنة وهم في مواجهة ضيق المكان وهشاشته ناهيك صعوبة العيش فيه نظرا لغياب أدنى المتطلبات، فهو عبارة عن غرف من القرميد التي تتسرب منها المياه في الشتاء وتتحول إلى جحيم لا يطاق في فصل الصيف.وأضاف السكان أن الزلزال الذي ضرب العاصمة مؤخرا احدث هلعا كبيرا بينهم كون السكنات اهتزت بشكل كبير، معربين عن تخوفهم من أن تقع تلك البيوت على رؤوس أبنائهم، وهو الأمر الذي دفع بهم إلى رفع هذا النداء إلى السلطات المحلية لبلدية حسين داي من أجل الالتفات إليهم وانتشالهم من هذه الوضعية المزرية التي يتخبطون فها .وأكدت بعض العائلات أن ملفات السكن التي أودعتها لدى بلدية حسين داي كانت منذ أكثر من ثلاثين سنة، فيما لم يتوانى الأولياء عن لقاء مختلف رؤساء البلدية الذين تعاقبوا على هذه الهيئة غير أن ذلك لم يسمح لهم في الاستفادة من سكن لائق، فيما فارق آخرون الحياة وهم في انتظار أن يتحقق هذا الحلم الذي بات مستحيلا على حد قولهم، خاصة وأن بلدية حسين داي شهدت عملية ترحيل لبعض العائلات إلا أنهم استثنوا منها رغم أولويتهم. وفي ذات السياق أشار السكان إلى استيائهم من هذا الإقصاء الذي لم يعرفوا سببه لحد الآن، معتبرين لا مبالاة الجهات المعنية وتقاعسها عن ترحيلهم إلى سكنات لائقة ضمن البرنامج الذي سطرته الدولة لترحيل كل العائلات المقيمة بالسكنات الهشة، ظلما في حقهم، خاصة وأن وجودهم في هذا المكان لا يعود إلى 10 سنوات كما هو حال البعض وإنما لخمسون سنة خلت، وهو ما جعلهم يتخبطون في مشاكل جمة وفي حالة معيشية صعبة، وفي هذا الصدد تناشد العائلات السلطات المحلية لحسين داي، التدخل العاجل لترحيلهم إلى سكنات لائقة وبرمجتهم ضمن المشاريع السكنية المقبلة.