اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني عبد الحميد سي عفيف أمس، أن تكثيف العمل الجمعوي والزيادة في نشاطات المجتمع المدني للتحسيس بعدالة القضية الصحراوية في المنابر الدولية، كفيلة بإسماع أصوات آخر مستعمرة في إفريقيا التي تناضل من أجل تقرير مصيرها الذي كفلته مواثيق الأممالمتحدة، والشرعية الدولية. أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للبرلمان أن هذا اللقاء الذي جمع ناشطين من المجتمع الدولي في إطار اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي والذين شاركوا في أشغال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، والذي جرى أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني، جاء بغرض مناقشة نتائج هذه المشاركة، خاصة أنها توجت بلائحة مهمة تساند القضية الصحراوية، ستعرض على الجمعية العامة لمناقشتها، وستدفع لا محالة نحو تحقيق خطوات مهمة مستقبلا تُحترم فيها قرارات الأممالمتحدة، بما يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. كما أثنى سي عفيف على وفد المجتمع المدني الجزائري الذي شارك لأول مرة في طرح القضية الصحراوية في الأممالمتحدة، حيث لعب دورا فعالا في الدفاع عن القضية، وأبرز أشكال وأبعاد حقوق الإنسان التي تنتهك تحت وطأة الاحتلال المغربي، الذي لم يدخر جهدا عبر ممثليه من المجتمع المدني في طرح أفكارهم من على منبر الأممالمتحدة ومتحججين بحجج واهية مفادها أن الصحراء الغربية هي أراض مغربية، مفضلين الاستمرار في سياسة التحامل على الجزائر بأنها المحرضة الوحيدة على استقلال الصحراء الغربية، رغم أن مواثيق الأممالمتحدة واضحة في هذا المجال وهي قائمة على ضرورة تمكين الشعوب من تقرير مصيرها. وأضاف عفيف أن امتناع أمريكا عن التصويت عن اللائحة بعدما كانت ضد أي عرض لها، هو تغير في الموقف، فيما لا يزال الموقف الفرنسي متصلب ويأبى أي توجه يحفظ حقوق الصحراويين كشعب يناضل من أجل البقاء، ويصارع القمع المغربي الذي يأبى الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية. من جهته، أكد رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري أن الهدف من اللقاء هو تعميق وتبادل الآراء بما يخدم عدالة القضية الصحراوية، مضيفا أن موقف الجزائر الرسمي والشعبي لا غبار عليه من القضية، ويدعم كل السبل تساهم في تقرير مصير الصحراويين وفق للوائح الأممية، كما أكد مرة أخرى أن الجزائر جاهزة لتقديم المساعدة والدعم للاجئين الصحراويين. أما رئيس الهلال الأحمر الجزائري بن زفير حمو، فاعتبر أنه مادام أن الأممالمتحدة تعترف بالحل السياسي لحل القضية الصحراوية، فهذا لا يمنع من زيادة كمية المعونات الإنسانية التي تعرف تضائلا كبيرا، ولكن يضيف المتحدث أن الهلال الأحمر الجزائري استطاع أن يخفّض العجز من 25 بالمائة الى حدود 10 بالمائة، في انتظار مضاعفة الأممالمتحدة والدول الصديقة لمساعداتها لرفع الوضعية المزرية التي يعيشها الشعب الصحراوي . وقد عرف اللقاء عدة تدخلات شملت رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بن صغير، ونشطاء حقوقيون، ومجموعة من البرلمانيين، صبت كلها في خانة دعمهم غير المحدود للقضية الصحراوية، التي باتت في صلب الأولويات في المنابر الدولية، خاصة بعد تكثيف نشاطات المجتمع المدني والزيادة المتجددة لعدد المساندين لعدالة القضية على المستوى العالمي. للإشارة، ستعقد ندوة أوربية في برشلونة بين 22 و23 نوفمبر يناقش فيها أبعاد القضية الصحراوية، والتطورات الأخيرة خاصة فيما يخص احترام حقوق الإنسان بالمنطقة، بالإضافة الى احتضان الجزائر الأسبوع التضامني من 11 إلى 17 ديسمبر من تنظيم اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، حيث يهدف منه الى إبراز المزيد عن حقائق هذه القضية التي يناضل شعبها من أجل البقاء في ظل ضرب المغرب عرض الحائط لكل قرارات الشرعية الدولية.