نفت الدكتورة سامية حمادي، المديرة الفرعية للأمراض المتنقلة والإنذار الصحي بمصلحة الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تسجيل أية إصابة بفيروس »إيبولا« بالجزائر، مشيرة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على مستوى الحدود البرية، الجوية والبحرية، وذلك بالتنسيق مع شرطة الحدود باستعمال كاميرات كاشفة للحرارة على مستوى كافة نقاط الدخول، بالمطارات الموانئ والمعابر البرية، تحسبا لأية إصابة، وتخصيص قاعات عزل، مؤكدة أن أول إجراء يخضع له المسافر القادم من أية دولة أجنبية هو المراقبة الصحية، داعية إلى الابتعاد عن التهويل في التعاطي مع الفيروس. وأوضحت الدكتورة سامية حمادي، خلال منتدى الأمن الوطني، الذي انتظم أمس، بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي بشاطوناف، أنه تم اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة لتفادي عدوى فيروس »إيبولا« عن طريق تشديد الرقابة على مستوى المطارات والحدود، وكذا إلصاق لافتات تتضمن عناوين وأرقام المستشفيات، وكذا تخصيص قاعة عزل بكل المستشفيات، في حالة العثور أو الشك في إصابة أحد المسافرين الأجانب، وتوفير جميع الأدوات الوقائية اللازمة للطاقم الطبي، مع تعزيز كل المعابر الحدودية، الجوية، البحرية والبرية، بكاميرات كاشفة للحرارة، لقياس درجة حرارة كل مسافر، قصد الكشف عن أية إصابة بفيروس »ايبولا«، معتبرة أنها احتياطات كافية إلى غاية اليوم طالما لم تسجل الوزارة الوصية أي إصابة. وطمأنت المتحدثة المواطنين، أنه لا خوف على الجزائر من فيروس »إيبولا« الذي انتشر في دول إفريقية، إلا أن هذا لا يمنع من اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لتفادي عدوى هذا الداء، مستبعدة في ذات السياق تسجيل أية حالة في أوساط اللاجئين الأفارقة المتواجدين بالجزائر، مضيفة أن انعدام رحلات مباشرة بين الجزائر والبلدان المصابة قلل من إمكانية تسجيل حالات إلى غاية اليوم. وقللت الدكتورة سامية حمادي، من خطر احتمال انتقال فيروس »إيبولا« إلى الجزائر بحكم بعدها عن مناطق انتشار هذا الفيروس، مؤكدة أن هذا الفيروس يمتاز بانتشاره في البيئات الرطبة والمناخات الاستوائية، حيث ينتقل عن طريق بعض الحيوانات، وأن خطورة هذا الفيروس تكمن في سرعة انتشاره في جسم الإنسان وتكاثره في الدم، واحتمال انتقاله إلى الإنسان عن طريق الإفرازات البيولوجية والإسهال والعرق والدموع، وحتى ملابس المصاب. وعن أعراض هذا الداء، أفاد ت ذات المتحدثة، أنها صداع وحمى مصحوبة في بعض الأحيان بالقيء والإسهال، ولا يمكن تبينه إلا بعد مرور سبعة أيام من بداية الأعراض، مشيرة إلى أن الحمى الأخرى العادية، عادة ما تشفى في غضون أيام، بينما فيروس »إيبولا« يتعرض المصاب لنزيف دموي حاد قد يكلفه حياته، موضحة أن أعراض المرض لا تظهر مباشرة، كما أن عدوى هذا الداء يستغرق أكثر من 15 يوما لكي يستطيع أن ينتقل من شخص لشخص آخر، وهو ما لم نسجله لغاية الآن، داعية إلى الابتعاد عن التهويل في التعاطي مع هذا الفيروس، خاصة بعد تسجيل أول حالة وفاة بهذا الداء بمالي. وأشارت ذات المتحدثة إلى أن أول عملية تحسيسية قامت بها وزارة الصحة في هذا الإطار، هي إعلام المواطنين بعدم التنقل إلى هذه البلدان إلا للضرورة، مع أخذ الاحتياطات اللازمة عند تواجدهم بها، كعدم التنقل إلى مناطق انتشار المرض، علما أن هذه الحملة التحسيسية نظمت على مستوى المطارات بإلصاق إعلانات إشهارية. من جهته، أكد عميد الشرطة بوخاوي نورالدين، رئيس أمن محافظة المطار أن الحملة التحسيسية، التي رفعتها مصالح شرطة الحدود، بالتنسيق مع الهيئات الرسمية المتخصصة في مجال التصدي لفيروس »ايبولا« تهدف بالدرجة الأولى إلى ضمان سلامة المواطنين، مضيفا في ذات السياق أن كافة مصالح شرطة الحدود عبر التراب الوطني، تم إدماجها في إطار تشكيل وقائي منسق مع الجهات المتخصصة وأن العمل جاري حاليا بغرض تأهيل موظفي الأمن الوطني، بغية رفع كفاءة العاملين في مجال الوقاية وأن ذلك يأتي انطلاقا من أهمية تعزيز صحة المجتمع والوقاية من الأمراض. وأوضح ذات المصدر أن المديرية العامة للأمن الوطني، وضعت مخططا وطنيا، بالتنسيق مع وزارة الصحة خاص بالأمن الوطني، كما اتخذت على المستوى الداخلي عدة إجراءات، تنظيم عمليات تحسيسية لفائدة أعوان الشرطة، خاصة العاملين على مستوى النقاط الحدودية، لتعريفهم بالمرض ووسائل التنقل، أعراضه وكيفية التعامل في حالة اكتشاف حالة، كما تم وضع بعض الوسائل الطبية لفائدة الأعوان العاملين بالنقاط الحدودية، مثل الكمامات، النظارات الطبية، القفازات، وكذا نشر ملصقات تحسيسية، مضيفا أنه تم تنصيب في ال24 أكتوبر على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني لجنة متعددة النشاطات، تشمل كل القطاعات الداخلية للأمن الوطني، منها مصلحة الصحة المركزية، شرطة الحدود، المخبر المركزي، قصد تنظيم دورات تكوينية وتحسيسية للعاملين بالنقاط الحدودية، متابعة تطور الأوضاع وانتشار المرض في الدول المعنية واتخاذ التدابير اللازمة في حالة تطور الوضع خارج الوطن. وأكد عميد الشرطة بوخاوي، أنه منذ أواخر شهر أوت الماضي، تم تغيير جهاز المراقبة على مستوى المطارات، حيث أن أول مراقبة يخضع لها أي مسافر يدخل إلى الجزائر هي المراقبة الصحية، مضيفا أنه تم اتخاذ إجراءات مرافقة، تتمثل في منح شارات للأشخاص المعنيين أي عمال الصحة، موضحا أن أنه هناك تنسيق مع مختلف الشركاء المعنيين.