توقّع عمار عبة المدير بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أن تتمكّن قمة كوبنهاغن من رسم معالم واضحة لمكافحة التغيرات المناخية مستقبلا التي عرفت اختلالا غير مسبوقا، مضيفا أن طبيعة ذلك يحتم وضع إستراتيجيات ومخططات واضحة خلال العشرين سنة المقبلة، وإلا بعدها فلن ينفع أي تحرّك، ليؤكد أن الاعتماد على الطاقات المتجددة كفيل بتخفيض انبعاث الغازات التي بدورها تحافظ على المحيط البيئي. عرف اليوم الدراسي الذي نظم بمجلس الأمة تحت عنوان »التغيرات المناخية وآليات التنمية«، عديد التدخلات شملت خبراء وأساتذة وبرلمانيين وجامعيين مهتمين بميدان التقلبات المناخية، وأثناء تدخله في هذا اليوم الدراسي تحت شعار »مؤتمر كوبنهاغن التحديات والرهانات«، أكد عمار عبة أن القمة المقبلة المقرر عقدها في أوائل ديسمبر المقبل بكوبنهاغن لن تسفر عن اتفاقات جديدة بقدر ما ترسم معالم جديدة للظاهرة محل الدراسة، تكون كفيلة بحصرها وكبح تصاعدها، بعد أن أصبحت الشغل الشاغل للساسة عبر مختلف مناطق العالم. كما استعرض المتحدث طبيعة مواقف الدول والتنظيمات الدولية التي ستشارك في القمة السالفة الذكر، مشيرا إلى تطور موقف الولاياتالمتحدة مقارنة مع موقفها خلال عهدتي الرئيس جورج بوش بشأن بروتوكول »كيوتو« التي أبت التوقيع عليه، ولكن رغم كل ذلك موقفها ليس واضحا بما فيه الكفاية كما قال، ليعتبر أن موقف الاتحاد الأوروبي إزاء هذه المسألة مهم وننوه به، ملفتا الانتباه إلى أن مقاربته ومقاربة اليابان أكثر نشاطا في مجال خفض انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري، مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبي يتوخى خفض انبعاث هذه الغازات ب 20 بالمائة في مطلع 2020 ورفع استعمال الطاقات المتجددة ب 20 بالمائة في نفس وتيرة الآجال. وتطرق عبة أيضا الى اختلاف في مواقف البلدان الناشئة وبلدان الجنوب الأخرى، مشيرا إلى البلدان الملوثة مثل الصين التي تستعمل الكربون والبلدان التي تعد في نظر برتوكول »كيوتو« بلدان غير ملوثة على غرار البلدان الإفريقية والأخرى منها الجنوبية، مضيفا بشأنها بأن الأرضية التي تمخضت عن اجتماع الجزائر في نوفمبر2008، تؤكد على أن مسؤولية التغيرات المناخية لا تقع على عاتق البلدان الإفريقية لوحدها، ليؤكد في هذا الإطار انتظار هذه الدول مقاربة ملموسة في مجال مكافحة انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري يقع فيها الجهد المالي والتكنولوجي على عاتق البلدان المتقدمة المصنعة والملوثة بصفة كبيرة، ليدعو في هذا الصدد الى تفعيل مطالب تخفيض انبعاثات الغاز المتسببة في الاحتباس الحراري ينجم الى نسبة 2 بالمائة التي قدمت خلال قرار مجموعة ال8 الأخير. من جهته، أبرز الأستاذ بوزيد لزهاري العضو بمجلس الأمة في مداخلته تحت موضوع »التغير المناخي وحقوق الإنسان« إلى تقرير مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة لسنة 2007، في شقه الذي يعالج تأثيرات ارتفاع درجة حرارة الأرض وتأثيراتها على حقوق الإنسان، مشيرا الى الدراسة التي أعدها مجلس حقوق الإنسان في مارس 2008 والتي اعتبرت ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية خطرا مباشرا على حقوق الإنسان. وأضاف لزهاري أنه إذا كان ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية يتواصل بنفس الوتيرة دون أن يتم اتخاذ قرارات فإن البلدان الإفريقية ستخسر 50 بالمائة من إنتاجها الفلاحي بين سنتي 2020 و2050، مشيرا الى أن البلدان الواقعة غربي أمريكا الجنوبية وفي آسيا ستخسر حسب توقعات دراسة مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأممالمتحدة جزء كبيرا من إنتاجها الفلاحي بسبب الكميات الكبيرة من الأمطار التي ستتساقط فيها، ليؤكد أن النساء والأطفال هم الذين يتأثرون أكثر من ارتفاع درجة حرارة الكون الأرضية، ذلك أن أزيد من 150 مليون شخص في العالم سيعيشون في وضعية مزرية تماما كما قال.