أكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة مراد بن مهيدي في نيويورك أول أمس، أن الجزائر تتحمل بكل مسؤولية وضعها كأرض لجوء للأشخاص المضطهدين والراغبين في استعادة حريتهم، لاسيما منهم الشعب الصحراوي الذي يناضل لمدة ناهزت 35 سنة بما يضع المجلس الأممي أمام مسؤولياته لإرساء العدالة. وأوضح ذات الدبلوماسي في معرض تدخله أمام اللجنة الثالثة للأمم المتحدة حول مسألة اللاجئين، أن الجزائر تستقبل منذ أكثر من ثلاثة عقود لاجئي الصحراء الغربية الذين يعدون ضمن حالات اللاجئين الطويلة الأمد الثلاثين عبر العالم، معربا عن ارتياحه للزيارة الأخيرة التي قام بها إلى مخميات اللاجئين الصحراويين مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين »انطونيو غوتيراس«، الذي لاحظ عن كثب سوء التغذية والحرمان اللذين يعاني منهما هؤلاء الأشخاص المضطهدين من طرف النظام المغربي. ولفت بن مهيدي انتباه الحاضرين في اللجنة الثالثة للأمم المتحدة، إلى أن غوتيراس قد لاحظ أيضا عدم كفاية المساعدة الإنسانية المقدمة لتغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين الصحراويين مما يحمّل الجزائر أحيانا إلى تقديم مساعدة أكبر من المساعدة الدولية، مضيفا »الوضع المأساوي للاجئين الصحراويين يعود إلى غياب التقدم في تطبيق قرارات المجموعة الدولية بخصوص تسوية عادلة ونهائية للنزاع من خلال حل سياسي ومقبول من كلا الطرفين يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير«. وبخصوص وضع اللاجئين عموما، أشار ذات الدبلوماسي إلى أن الدول النامية خاصة بلدان القارة الإفريقية تتحمل عبئا ثقيلا فيما يخص استقبال الأشخاص المرحلين، علما بأنها لا تتوفر سوى على إمكانيات قليلة مما يضعها أمام مسؤوليات جسام تفوق قدراتها، موضحا »أن الجزائر تحيي المصادقة على الاتفاقية لإفريقية حول حماية الأشخاص المرحلين الداخليين التي تمت خلال قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في أكتوبر الماضي في كامبالا بأوغندا«، ليضيف »أوجه نداء من مقامي هذا إلى كافة الأطراف المعنية لايلاء اهتمام خاص لاحتياجات البلدان الإفريقية في هذا المجال ومساعدتها على القضاء على الأسباب العميقة التي أدت إلى هذه الأوضاع المعقدة والمأساوية. من جهة أخرى، واصل الوفد البرلماني الجزائري زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في إطار جولة التضامن مع انتفاضة الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة، أين التقى هذا الوفد مع جمعية أولياء المفقودين الصحراويين التي كشفت عن حجم معاناة الشعب الصحراوي من القمع المغربي لفقدان أزيد من 4500 شخص عن طريق الاختطاف القسري، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 500 مفقود مدني منذ بداية الاحتلال. وأكد رئيس جمعية أولياء المفقودين الصحراويين عبد السلام عمر بأن معاناة الشعب الصحراوي لا تزال مستمرة نظرا لاعتماد الحكومة المغربية نفس المنهج، من خلال الاستمرار في ممارسة التعذيب والقمع والاختطاف الممنهج خاصة ضد النساء الأطفال والشباب، مستغربا في ذات الصدد لعدم نشر المفوضية السامية لغوث اللاجئين التقرير بشأن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بشكل رسمي، داعيا إلى ضرورة تحرّك دولي خاصة من إفريقيا التي تعتبر العمق السياسي للشعب الصحراوي.