رغم قوة النص الذي أبدعته الأديبة زهور ونيسي لم تنجح الرؤية الإخراجية والسينوغرافية للعمل المسرحي "دعاء الحمام " الذي دخل به المسرح الجهوي لتيزي وزو غمار المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف أول أمس في ترجمة عمق وأبعاد النص حيث بدا العمل مهلهلا فوضويا لا يستند إلى معايير وعناصر الفرجة المسرحيةبل إتكأ فقط على عنصر البناء الكوريغرافي والرقص وهو الذي لم يستسغه بعض الحضور الذي تفاجأ أمام سطحية اللوحات واللغة الفصحى المستخدمة التي لم يجدإلقاءها الممثلون وبعدها عن ترجمة كنه الدلالات التاريخية والسياسية "دعاء الحمام" عمل مسرحي اقتبسه وأخرجه لزهر بلباز التركيب الموسيقي حمدي حليم ،الإشراف العام فوزية آيت الحاج ،مساعد مخرج بركان محفوظ وأعمر سلامي ،كوريغرافيا مسعودة إيدامي فيما تقاسم تحريك أجواءه كل من الممثلين آمال مجبر،حموش بدر، يوسوف مختار سي لمين منال ، علام ياسمين ، نعمان محمد، قاوا فريال ، كمال شبوط، وردة والي عليوت بلال، خلوفي عمار، عمر سلامي ،حفيظ آيت الحاج، محفوظ بركان، سليم فروج، نسمة هلالي، كريمة سكري ،سنية قولالة نص المسرحية يفضح بجرأة متناهية ويستقرأ راهن مرير عاشه المجتمع الجزائري خلال مؤامرة الإرهاب وفتنة الموت المجاني التي غيرت كل المفاهيم والقيم وفتحت الباب على مصراعيه لتدنيس المقدسات والتشكيك في الهوية التاريخ والوطن وأصالة المجتمع المتمسك بجذوره والمرأة وكذا استقراء أيضا لنضال المرأة الجزائرية عبر مختلف مراحل التاريخ القديم والحديث وصمودها في وجه الأعداء من أذناب الاستعمار وأحفاده الجدد ليدخل الجمهور في رحلة سحرية باستحضار الذاكرة التاريخية في مسيرتها عبر الزمن لتتحول إلى صانعة للتاريخ ولمجد الجزائر ورائدة من رواد التحدي حيث تنبعث روح "الكاهنة ملكة الأوراس" و "تنهينان" وبطلة جرجرة "فاطمة نسومر" و "مريم بوعتروة" ونخبة من جميلات الثورة