المسرحية شكلت مفاجأة حقيقية للجمهور الذي كان يعتقد أنه سيشاهد عرضا في نفس النمط القديم، فالعمل الذي ينتمي إلى "المسرح الراقص"، كان مختلفا بكل المقاييس واعتمد على الصورة وليس على الكلام• النص المقتبس عن الكاتبة الكبيرة زهور ونيسي ليس كوميديا، بل يحكي معاناة المرأة ونضالاتها عبر التاريخ، عن السلام، وعن الكفاح• وقد ارتحنا للتجاوب والتفاعل والتشجيع الذي لمسناه لدى الجمهور، وكذا الأصداء الإيجابية التي بلغتنا من طرف المختصين والمهتمين• اعتمدت على وجوه شابة، فما الهدف من ذلك؟ المسرح الجهوي لتيزي وزو مسرح فتي، وأنا لم أعتمد على ممثلين في رصيدهم خبرة تمتد إلى سنوات كثيرة، وشخصيا، أسعى دائما لفتح الأبواب أمام الشباب، وهذا ما نسعى إليه في المرحلة المقبلة، على مستوى المسرح الجهوي لتيزي وزو، حيث نعمل على تكوين ممثلين شباب بالتعاون مع أسماء بارزة ولها وزنها في هذا المجال، وفي الأفق أربعة أعمال جديدة بالإضافة إلى عمل موجه للأطفال ستبلور هذا التوجه• ما رأيك في مستوى الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان؟ بصراحة، أتمنى للمسرح الجزائري أن يكون في مستوى أفضل• للأسف، فإن المهرجان الوطني للمسرح المحترف وهو في طبعته الثالثة، لم يأت بأي جديد يذكر، فمعظم الأعمال التي عرضت كانت في نفس النمط القديم، وميزها ضعف على مستوى الإخراج والصورة الجمالية، وهو ما لا ينبغي حدوثه بالنظر إلى الأموال التي تصرف على هكذا مهرجانات، وهنا أطرح علامة استفهام بخصوص معايير تأهيل بعض العروض لمهرجان وطني محترف، لذلك فإنني أدعو للتجديد بتشجيع الطاقات الشابة قصد تقديم صورة جمالية جديدة ورؤى عصرية• العولمة تتطلب منا أن نكون أقوى حتى نتمكن من منافسة الآخر سواء أكان هذا الآخر مشرقيا أو غربيا•