يؤكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب أن رسالة رئيس الجمهورية جاءت دسمة في محتواها وكانت واضحة وترسم ملامح تتوجب تبنيها للمرحلة القادمة، مضيفا في ذات السياق إنها قد أجابت عن كل التساؤلات وذلك بعد أن كثر الحديث عن انتخابات مسبقة وتهميش دور المعارضة وتنامي التهديدات الإرهابية وتشكيك في جدية الدستور. يرى رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة والخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب أن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي جاءت والاحتفالات بالذكرى ال 53 لعيدي الاستقلال والشباب أنها تحمل عدة مضامين وهي "تذكير واعتراف وترسيخ وتأكيد". وفي تصريح خص به »صوت الأحرار« فصّل الأستاذ ميزاب هذه المضامين، حيث قال إنها "تذكير لما تحمله هذه المناسبة من تاريخ مشرف وما كنا لنلغ مرحلة الاستقلال دون وحدة ودون إيمان وتوفر الإرادة«، كنا إنها »اعتراف لبطولات ولما يقدمه الجيش الشعبي الوطني سليل جيش التحرير ويشد على أيديهم لمواصلة مهامهم في ظل هذه المتغيرات الإقليمية المقلقة". واستطرد الخبير الأمني قائلا إنها »ترسيخ لثقافة الدولة وإرادة الشعب وانه ملتزم رغم الظروف الصحية إلا أن يتمم واجبه الذي كرسته الإرادة الشعبية وانه في هذا يقطع الشك باليقين ويجعل القاطرة تسير ويضع حد للتأويلات التي تتحدث عن انتخابات مسبقة وغيرها، كما انه يرسخ ضرورة منح الفرصة للشباب ودورهم في الحفاظ على تماسك اللحمة الوطنية و لاستكمال مسار الإصلاحات«. وبشأن المضمون الرابع أوضح الدكتور ميزاب »أنه يؤكد عزمه المضي قدما في تجسيد برنامجه كما أن مشروع الدستور هو في مخاض الولادة لينهي به السجال ويؤكد مثلما يرسخ ديمقراطية الدولة ودور المعارضة في تنشيط الحياة السياسية وبهذا يقر بمكانتها ويمد يده مرة أخرى لها، كما أكد في رسالته على ضرورة تبني مقاربة صحيحة تجاه المخاطر وما تتعرض له المنطقة«. ومن هذا المنطلق يؤكد المتحدث أن هذه الرسالة جاءت دسمة في محتواها وكانت واضحة وترسم ملامح تتوجب تبنيها للمرحلة القادمة، مشيرا إلى إنها من حيث التوقيت والمضمون جاءت في محلها في إشارة إلى الحراك السياسي الذي تعرفه البلاد وفي ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة على الحدود، وتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة العربية. وأردف ذات الخبير الأمني قائلا إنه» بعد أن كثر الحديث عن انتخابات مسبقة، وتهميش دور المعارضة وتنامي التهديدات الإرهابية وتشكيك في جدية الدستور وغيرها جاءت هذه الرسالة جاءت لتجيب عن كل هذه التساؤلات«، حيث إن هذه الرسالة وضعت النقاط على الحروف بشأن التجاذبات الحاصلة خاصة فيما يتعلق بتعديل الدستور. ورافع الدكتور ميزاب إلى التوجه نحو مشاورات موسعة حول الدستور، وذلك رغم ان الرئيس وجه الدعوة لكل الأطياف للمشاركة في هذه المشاورات غير أن بعض الفاعلين السياسيين وفي مقدمتهم أحزاب المعارضة رفضوا المشاركة في هذا المسعى، وذلك من منطلق أن مد اليد مرة أخرى أفضل لأن الرئيس يسعى لوضع دستور يخدم الدولة بعمق ويكون دستور حقيقي وضامن وفعال، مؤكدا أن جدية هذه النية تدفعه دائما لمد اليد للمعارضة. ولأن المعارضة ترفض قطعيا المشاركة في أي مبادرة تطرحها السلطة، أكد ميزاب أن المعارضة تتحمل مسؤولياتها أمام الشعب لأنها رفضت الإسهام وأنها استقالة عن ذالك رغم أن دورها حسب رسالة الرئيس لا يقل عن أحزاب الأغلبية لأنها تمثل قواعدها ودورها في حفظ استقرار الجزائر هام. وبشأن مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني تأسيس جبهة لدعم الرئيس بوتفليقة، أكد ميزاب أن الأفلان ونظرا لمكوناته التاريخية هو حزب جامع و يمكن أن تكون هذه المبادرة ايجابية لأنها تصب في بوتقة تحقيق الوحدة الوطنية ودعم برنامج الرئيس، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني قدم مبادرة تستجيب لضرورة المرحلة ودائرة المعنيين بها موسعة وليس ضيقة
وفي الختام لفت الخبير الأمني والاستراتيجي إلى أنه وبوعي من كل الفاعلين بحجم التحديات وبجدية المخاطر فإنه أصبح لازما وبات من الضروري تشجيع التماسك والوحدة الوطنية فبليد بليد نتجاوز العقبات والمحن.