دعت جبهة البوليساريو على لسان أمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع المينورسو، الحكومة الاسبانية إلى التخلي عن سياسة دعم وحماية النظام المغربي، في إشارة إلى مواقفها بشان قضية الناشطة الحقوقية أمنتو حيدار، ويأتي موقف الدبلوماسي الصحراوي متزامنا مع المواقف المنددة التي عبرت عنها العديد الفعاليات السياسية والحقوقية في اسبانيا وفي أنحاء أخرى من العالم. انتقد أمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع المينورسو، المواقف التي تبنتها الحكومة الاسبانية بخصوص قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار، داعيا إياها إلى عدم التحول إلى مخفف الصدمات عن النظام المغربي فيما يخص حالة الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار، حاثا إياها إلى الضغط على المملكة المغربية لحل المشكلة التي افتعلها، وقال الدبلوماسي الصحراوي في تصريح لوكالة أوروبا بريس »إننا لا نفهم لماذا لا يساهم المغرب في التوصل إلى حل«، مضيفا أنه على المغرب تحمل مسؤوليته لأنه صانع المشكلة«. وأكدت أنيس ميراندا، محامية أمنتو حيدار أن الحكومة الاسبانية كررت مواقف متقادمة ومتواطئة مع الرباط وغير منسجمة لا مع المواثيق الدولية ولا مع طبيعة الدستور الاسباني في كفالة حرية التعبير والتنقل، ولاحظت في تعقيبها على الموقف الاسباني بان حكومة ثاباتيرو وجدت نفسها مرغمة على الاعتراف بخطيئتها، لكنها لم تمتلك الشجاعة في تجسيد ذلك على الأرض أمام الابتزاز الذي تمارسه الرباط إزاء مدريد. وصرحت الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار انه لا فرق عندها بين الحكومتين الاسبانية والمغربية، ولم يخطر على بالها قط أن تلعب الحكومة الاسبانية مثل هذا الدور العكر، بإسداء خدمة كهذه لفائدة المغرب، وقالت أمنتو حيدار في حديث لصحيفة »الباييس« الاسبانية الواسعة الانتشار نشر السبت المنصرم انه لا غرابة لديها أن النظام المغربي يخرق حقوق الإنسان، بل الغرابة أن ترى الحكومة الاسبانية، البلد الديمقراطي، يخرق بشكل واضح ويتآمر عل القانون الدولي والاتفاقيات العالمية، وأضافت الناشطة الحقوقية الصحراوية قائلة: »وعلى هذا الأساس تبخرت ثقتي في الحكومة الاسبانية«، وأوضحت في نفس السياق ل »الباييس« أن قائد الطائرة الاسبانية الذي نقلها من العيون إلى مطار لانثاروتي تلقى الأمر هاتفيا من اجل أن تصعد بدون جواز سفر وضد إرادتها، وردا على سؤال حول ما تطلبه من اسبانيا قالت أمنتو حيدار: »ربما لا تعرفني الحكومة ولم تكن تنتظر جوابي ومضاعفاته، اعتقد أنها أخطأت في الحساب، والآن توجد في وضعية جد معقدة، وعليها أن تبحث عن مخرج خارج اللجوء السياسي ولا شي غير رجوعي إلى الصحراء الغربية«، ولاحظت من جهة أخرى أنها لم تلمس في حياتها عملا من جانب موراتينوس لصالح القضية الصحراوية، وقد دأبت دائما على ملاحظة الحكومة الاسبانية نتيجة صمتها بخصوص خروقات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية التي يرتكبها المغرب ضد المدنيين الصحراويين، وأضافت »نعم لدي مشاكل صحية كثيرة ولكنه يتعين على أن أضحي من أجل هدف يتمثل في رجوعي إلى الصحراء الغربية«، وخلصت الناشطة الحقوقية إلى القول »إنني أتمسك بتصميم قوي تعرفه الحكومة المغربية أكثر من الاسبانية، ويقيني أن الأخيرة تبحث عن حل يمكنني من الرجوع إلى بلدي وإلا سأواصل حتى الموت« واعتبر زعيم اليسار الموحد الاسباني كايو لارا أن اقتراحات الحكومة الاسبانية التي قدمتها لأمنتو حيدار جاءت لتفادي إزعاج المغرب، وانتقد المسؤول السياسي الاسباني حكومة ثباتيرو لتواطئها مع المغرب في اللاشرعية التي مارستها في حق المناضلة الصحراوية، كما انتقد نائب حزب اليسار الموحد غاسبار لياماثاريس من جهته، خلال حضوره حفلا موسيقيا أقيم تضامنا مع الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار، الحكومة الاسبانية التي فضلت كما قال رعاية علاقاتها الدبلوماسية على حساب احترام حقوق الإنسان. وانضم الحزب الاشتراكي الحاكم في اسبانيا بدوره إلى الحملة القوية لفائدة الناشطة الصحراوية داعيا المغرب إلى المساهمة في "التسوية الفورية" للوضع لأن طردها يعد انتهاكا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية للأمم المتحدة. ونفس الموقف تبنته قوى اسبانية أخرى، حيث عبرت أمينة التنظيم بالحزب الاشتراكي العمالي الاسباني لايري باخين خلال ندوة صحفية عن الانشغال العميق للاشتراكيين بشأن المناضلة الصحراوية و عن تضامنهم مع القضية التي تدافع عنها، مع الإشارة أن مغنين كانوا قد نظموا أول أمس الاثنين حفلا موسيقيا بمشاركة ممثلين اسبان مشهورين بمقاطعة ريفاس بضواحي مدريد من أجل دعم كفاح حيدار ثم تحول إلى لقاء لصالح القضية الصحراوية العادلة، وقد هتف قرابة ألف شخص، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية، بشعارات حول حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال و إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين منددين بتواطؤ الحكومة الاسبانية مع المغرب في طرد المناضلة الصحراوية، وكانت الشعارات الأكثر ترديدا كلنا أمنتو حيدار، والصحراء حرة، وجبهة البوليساريو ستنتصر أو المغرب مذنب واسبانيا مسؤولة.