تتواصل لليوم الرابع على التوالي اجتماعات الهيئة الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني وفي مقدمتها المجلس الوطني، حيث يعكف أعضاء المجلس في لقاءات مارطونية على مناقشة مضامين التقارير التي تقدمها اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر التاسع للحزب المزمع انعقاده في الثلاثي الأول من العام المقبل، فيما يفترض أن تنتهي الأشغال اليوم بإصدار البيان السياسي الذي تتكفل اللجنة السياسية المنصبة خلال هذه الاجتماعات بإعداده حتى يكون بمثابة أرضية لمختلف الأشغال التي تم انجازها على مدار اللقاءات التي جمعت مناضلي الحزب. استنادا للتصريحات التي أدلى بها السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالإعلام والاتصال، فإن اللقاءات التي جمعت أعضاء المجلس الوطني بهدف دراسة ومناقشة التقارير التي قدمتها اللجان الفرعية جرت في جو هادئ ومتجانس، وذلك من أجل التحضير الجيد لعقد المؤتمر التاسع للأفلان الذي سيضمن من دون شك لهذه التشكيلة السياسية مسارا يتميز فيه الحزب خاصة بنوعية الإعداد للنصوص كمرجعية أول نوفمبر والمنطلقات الفكرية. وفي سياق متصل أكد بوحجة أن المناقشات كانت بناءة باعتبار أن الأغلبية الساحقة للأعضاء قدموا مقترحات بناءة وايجابية تعزز المقترحات التي عرضت من طرف اللجان الفرعية، وعليه فإن الجو السائد حاليا جد مرضي خاصة وأن هذه التقارير سترسل إلى القواعد الحزبية لمعرفة وجهة نظر هذه الشرائح المحلية حتى تمزج مع ما تمخض من أفكار في هذا المجلس الوطني لتعرض مرة أخرى على دورة المجلس الوطني التي ستنعقد في نهاية شهر جانفي المقبل. وعن أهم النقاط التي ميزت لقاءات المناضلين وأثارت نقاشا واسعا، قال المكلف بالإعلام إن هناك اهتمام كبير بالمنطلقات الفكرية والبرنامج العام الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للحزب خاصة وأن المناضلين متمسكين بالعامل الاجتماعي حتى يتميز الأفلان عن غيره من التشكيلات الأخرى، ففي هذا المجال لابد من إعطاء الأهمية القصوى للعامل الاجتماعي الذي يعتبر أساسيا بالنسبة لمبادئ الأفلان، وأضاف بوحجة أن المناضلين حارصين كل الحرص على تجسيد المبادئ الحزبية والعدالة الاجتماعية والعامل الاجتماعي كغاية وكأساس يتميز به الحزب في القضايا المتعلقة بالاقتصاد وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع. وعن فكرة الصراع بين الأجيال داخل الحزب العتيد اكتفى بوحجة بالتأكيد أن الأغلبية الساحقة من المجلس الوطني هم شباب وهذا لا يتعارض مع فئة المجاهدين التي يجب أن تبقى كمرجع للحزب باعتبار أن الحزب تشكيلة تاريخية لا يمكنها أن تتخلى عن هذه الفئة، مادام هناك تواصل وتضامن بين الأجيال في الأفلان. بوحجة لم يغفل الحديث عن المقترح الخاص بالعودة إلى التسميات القديمة لهياكل الحزب، حيث أكد في هذا الصدد أنه لا يوجد إلغاء للمجلس الوطني لأن الوظيفة باقية والتسمية فقط هي التي ، مع العلم أن هذه المقترحات لا تزال محل نقاش، لكن لابد على الهياكل الحزبية أن تكون هيئات خفيفة يمكنها أن تجتمع في أي وقت وتتخذ التدابير الضرورية لمعالجة الأوضاع في الساحة بما يبعث الفعالية في الحزب، خاصة وأنه من الصعب تجميع كل أعضاء المجلس الوطني المتكون من 550 عضو كل مرة. واستطرد قائلا »نعتقد أن الحزب أصبح يعرف استقرارا وهدوءا كبيرين بفضل ما تمخض عن المؤتمر الثامن الجامع من وحدة الصف وجمع الشمل وبالتالي لا بد من إضفاء على هذا المؤتمر التاسع البعد التنظيمي والبعد السياسي بالمصادقة على مرجعية تميز هذا الحزب عن غيره من التشكيلات فيما يخص وجهات النظر وكل القضايا التي تهم الحزب«. صلاحيات رئيس الحزب حسب ما ردده بوحجة لم تتغير ولم يتم اقتراح أي بند في هذا السياق ويبقى الرئيس الشرفي جاء لأن الرئيس الحالي خرج من إجماع أحزاب متعددة، لكن في الواقع هذا المنصب موجود في المؤتمرات السابقة، حيث نجد أن رئيس الجمهورية كان دائما رئيس الأفلان، ثم يأتي الأمين العام فينتخب من طرف اللجنة المركزية، ويشار إلى أن الهدف من منصب الرئيس هو ضمان نوع من الاستقرار للحزب. أما عن المقترحات المتعلقة بوظيفة الأمين العام قال المكلف بالإعلام إنه من الممكن إضافة صلاحيات أكبر للأمين العام وبالرغم من الأمر لا يزال محصورا في حيز التصور إلا أنه يجب يعود الأمين العام إلى منصبه التقليدي الذي يفرض عليه مسؤولية كبيرة تترتب عنها أثار قانونية وسياسية وتنظيمية، كما انه من الضروري أن تمنح صلاحيات أكبر حتى يقوم بمهامه من مركز قوة وفي اعتقادي فإن بلخادم مؤهل ليكون أمين عام بحكم شعبيته وخبرته السياسية ومرونته في التعامل مع الأمور. وبالنسبة لأمين المحافظة أكد بوحجة أن اختياره يكون من طرف الأمين العام باعتبار أنه عضو منتخب مثله مثل باقي أعضاء مكتب المحافظة، وبالتالي لا يوجد أي إقصاء في هذه العملية، ويبقى أن العودة إلى الخلية أمر ضروري لأنها هي القاعدة والهيكل القاعدي للحزب ومن الخطأ التخلي عنها فهي مثل لجنة حي تضمن الاحتكاك بالجماهير ولها طابع جواري وبالتالي الإبقاء عليها مسألة ضرورية. ويشار إلى أن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع تضم كل من لجنة تحديد ضوابط التمثيل وإعداد النظام الداخلي، لجنة دراسة القانون الأساسي، لجنة المرجعية السياسية والمنطلقات الفكرية، لجنة دراسة المؤسسات، لجنة وضع البرنامج العام للحزب، لجنة العلاقات الخارجية والهجرة، بالإضافة إلى لجنة التحضير للاحتفال بالذكرى ال 55 لاندلاع الثورة وبيان أول نوفمبر، وتضاف إلى هذه اللجان السبعة اللجنة السياسية التي ستتكفل بإعداد البيان الختامي لأشغال الهيئات الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني المتواصلة على مدار أربعة أيام، هذا البيان سيتم تلاوته اليوم على أعضاء المجلس الوطني لترسل التقارير على القواعد التي ستعمل بدورها على إثرائها بمقترحاتها التي ستعرض مرة أخرى في دورة المجلس الوطني القادمة قبل انعقاد المؤتمر التاسع للحزب.