أكد السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني في حديث خص به »صوت الأحرار« أن اجتماع الهيئات الوطنية للأفلان بداية من اليوم وعلى مدار أربعة أيام يدخل في إطار التحضيرات الجارية للمؤتمر التاسع للحزب المزمع عقده في النصف الثاني من شهر فيفري المقبل، حيث سيتم مناقشة مختلف المشاريع التمهيدية التي اشتغلت عليها اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، وفي سياق متصل فند بوحجة الشائعات التي تحدثت عن تأجيل انعقاد المؤتمر التاسع وقال إنه لا أساس لها من الصحة، كما تطرق العضو القيادي إلى ظروف ومجريات انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة التي يراهن عليها الحزب العتيد لكسب أكبر عدد من المقاعد والمحافظة على مكانته كتشكيلة سياسية أولى. *تجتمع بداية من اليوم وعلى مدار أربعة أيام مختلف الهيئات الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني في إطار التحضير للمؤتمر التاسع للحزب، كيف يمكن تقييم هذه المحطة؟ لقاء اليوم هو نتاج عمل جاد ومركز قامت به مختلف اللجان المنبثقة عن اللجنة الوطنية منذ 3 أشهر من خلال إعداد عمل فكري يعتبر أساس المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني المزمع عقده في الثلاثي الأول من العام المقبل ويتمثل هذا العمل الفكري في دراسة القانون الأساسي للحزب، ضوابط التمثيل والنظام الداخلي للمؤتمر التاسع، بالإضافة إلى وثيقة تتعلق بالمؤسسات وأخرى خاصة بالمرجعية الفكرية للحزب والمنطلقات الفكرية وكذا العلاقات الخارجية ووثيقة خاصة بالبرنامج العام للأفلان في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.. هذه الوثائق تعتبر تصورات أولية سيتم عرضها في شكل مشاريع تمهيدية قابلة للنقاش على مستوى الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني ثم بعد ذلك القواعد الحزبية، ومن ثم تدمج المقترحات القاعدية وينظر فيها مرة أخرى المجلس الوطني لتنزل إلى المؤتمرات الجهوية للحزب لدراستها ومناقشتها، حيث يمكن إدخال تعديلات عليها تحضيرا للمؤتمر التاسع. وهناك إجماع كلي من المنظور الوطني والمحلي حول الأفكار التي تهم الحزب مستقبلا، هذه الصيغة الجديدة لتحضير المؤتمر ستمكننا من إعطاء رؤية واضحة وتحديد خصائص دقيقة تميزنا عن غيرنا من التشكيلات السياسية في المجالات الأساسية والجوهرية . وعليه فسيشهد اليوم الأولى من هذه الاجتماعات المارطونية تلاوة التقارير صباحا على اللجنة الوطنية، التقارير نفسها ستكون محل نقاش واسع وإثراء في الفترة المسائية من قبل الهيئة التنفيذية للحزب باعتبارها هيئة وطنية والتي تعتبر ممرا لا مناص عنه في مثل هذه المحطات الوطنية الهامة للحزب، ومن ثم ستلخص المقترحات الجديدة للهيئة التنفيذية في شكل وثيقة إضافية ترفق المشاريع التمهيدية الأولى لتعرض كلها على جلسات المجلس الوطني في اليوم الموالي لفتح نقاش عام موسع لكل أعضاء المجلس من دون استثناء ثم تجمع هذه الملاحظات التي ستساعد اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس الوطني بكامل أعضائه في ثالث يوم من أيام الاجتماع ليتم مناقشتها وإثرائها وتقديم التعديلات الضرورية في هذا الشأن. وبهذا تصبح كل الوثائق قد خضعت لأعضاء الهيئات الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني بحيث يشهد اليوم الرابع وفي الجلسة الختامية عرض نتائج عمل وأشغال اللجان، ليتم البت فيها ثم ترسل في شكل مشاريع تمهيدية إلى القاعدة. *راجت شائعات تفيد بتأخير موعد انعقاد المؤتمر التاسع، ما رأيكم؟ إن تاريخ المؤتمر التاسع لم يحدد بالضبط وإنما أعطي موعد لانعقاده في النصف الثاني من شهر فيفري، وعلى هذا الأساس يبقى تاريخ انعقاد المؤتمر مشروطا بمدى تقدم إنجاز المشاريع التمهيدية، بالإضافة إلى انتخاب المندوبين وعقد المؤتمرات الجهوية، أما فيما يتعلق بما روج عن تأخير انعقاد المؤتمر فهو مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة باعتبار أن التاريخ لم يضبط بعد. *هل أثرت التحضيرات الجارية للانتخابات الجزئية لمجلس الأمة في التحضيرات العامة للمؤتمر التاسع؟ نعتقد أن التحضير للمؤتمر التاسع كان من اهتمام اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية التي عملت وفق رزنامة أعدت مسبقا من قبل الهيئات الرسمية للحزب، أما القضايا المتعلقة بالانتخابات الجزئية لعضوية مجلس الأمة، فإن العمل الأكبر والجهد الأوفر كان من اختصاص الهيئات المحلية سواء تعلق الأمر بالتوعية، تحضير الانتخابات الأولية وغيرها من التحضيرات والترتيبات. *يجري الحديث عن حرب مواقع في إطار التحضيرات للمؤتمر التاسع للأفلان ما ردكم على ذلك؟ إن مجريات العمل التحضيري للمؤتمر التاسع تجري في هدوء وفي انسجام كلي لجميع أعضاء الهيئات الوطنية، ويبقى أن المجال مفتوح أمام من له القدرة على التنظير وتقديم البديل، وما يجب أن نعلمه هو أن هناك عملا من أجل إعطاء بعد فكري يتميز فيه الحزب عن غيره من التشكيلات السياسية وذلك بتحديد خصائص الأفلان بدقة، بما يجعل المواطن في كل المحطات الهامة للبلاد يعرف جيدا مميزات هذا الحزب عن غيره. وعليه فإن شعار المؤتمر التاسع هو إبراز خصوصية الحزب على مستوى الساحة السياسية التي أصبحت تعج بالأحزاب السياسية، خاصة وأن المؤتمر التاسع ينعقد في ظروف جد حساسة وبالتالي كان لزاما على جيل نوفمبر أن يترك كنزا فكريا يستقي منه المناضلون في المستقبل أفكارهم ويكون بمثابة مرجعية دقيقة وأرضية صلبة تحصن الجيل الجديد من المناضلين وتنير لهم الطريق للمضي دائما نحو الأمام وفق هذه المرجعية من أجل بناء وخدمة الوطن. *كيف جرت التحضيرات للانتخابات الجزئية لمجلس الأمة؟ إن القيادة السياسية في الأفلان ولأول مرة أسندت كل المسؤوليات إلى المنتخبين المحليين من أجل التحضير للانتخابات الجزائرية لمجلس الأمة وذلك بتبني طريقة دار حولها إجماع في كيفية إبراز أو انتقاء المرشحين للانتخابات التي ستجرى يوم 29 ديسمبر الجاري، هذه الطريقة لا تقصي أحدا وإنما تضع ثقل المسؤولية على المنتخب بحيث تمكنه من الترشح بكل حرية في الانتخابات الأولية وتجعله ملتزما بالنتيجة. المرحلة الأولى تشمل تلك المنافسة بين المنتخبين أنفسهم لكسب المنصب الأول، أما المرحلة الثانية فهي بين المرشح الفائز على مستوى الحزب ومرشحي باقي التشكيلات السياسية، وبالتالي فمن واجب كل المنتخبين أن يتحلوا بروح نضالية عالية والالتفاف حول الحزب في الانتخابات التي ستجرى نهاية الشهر الجاري حتى نحافظ على موقع الحزب كتشكيلة أولى في هذه المؤسسة من مؤسسات الدولة الجزائرية. *تتحدث بعض الأوساط عن وجود خلافات على مستوى القاعدة الحزبية بالنظر إلى عدم رضا بعض المناضلين عن نتائج الانتخابات الأولية؟ الانتخابات الأولية تعد بمثابة امتحان للمناضلين والمنتخبين على حد سواء ومدى التزامهم بمبادئ الحزب، ومما يجدر إليه الإشارة هو أن هناك بعض ممن خرجوا عن هذه القاعدة، وعليه فمثل هذه التصرفات تعرض صاحبها للفصل والإقصاء تلقائيا من الحزب ومن جميع المهام التي يمارسها، نحن بحاجة إلى مناضلين يدافعون عن الحزب في هذه الظروف الصعبة التي يستهدف فيها الأفلان من كل حدب وصوب، ويكونون في مقدمة المدافعين عن مواقع هذا الحزب، كما يكونون على درجة كبيرة من الوعي القائم على التخلي عن الأنانية من أجل مصلحة الحزب. وما يجب أن نعلمه هو أن التدابير التي أعلن عنها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم وكذا الهيئة التنفيذية كان لها الأثر البالغ في معنويات المترشحين الأحرار، الذين أبدوا نيتهم في الانسحاب من الترشح. *ما هو تقديركم لعدد المقاعد التي سيحصدها الحزب العتيد في مجلس الأمة؟ هناك 23 كرسي على مستوى مجلس الأمة كانت لحزب جبهة التحرير الوطني، سندافع عنها بكل قوة وسنحاول استرجاعها، كما سنسعى لكسب مراكز أخرى وذلك من خلا تعبئة مناضلينا للالتفاف حول مرشح الحزب وإبرام تحالفات مع أحزاب أخرى. *ما تعليقكم على التحالف التي أبرمه حزب العمال مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي في الانتخابات الجزئية لمجلس الأمة؟ إن هذا التحالف بين حزب العمال وحزب التجمع الوطني الديمقراطي في الانتخابات الجزئية لمجلس الأمة سيكون له أثر سلبي على العلاقات الوطيدة القائمة بين حزب العمال وحزب جبهة التحرير الوطني على المستوى المحلي، لأن هذا التحالف الذي لجا ّإليه حزب العمال هو تحالف مركزي سيؤثر على العلاقات المحلية، حيث كان من المفروض أن موعد ظرفي لا يؤثر في المسار الجوهري لحزب العمال فهو تناقض كبير في الخط السياسي لمثل هذه التشكيلة السياسية وهو مساندة لشراء الذمم، علما أننا كنا نرى في هذا الحزب أكثر أحزاب المعارضة ايجابية، دون أن ننسى أن الأفلان ترك المجال مفتوحا أمام الأعضاء القياديين المحليين لتجنيد المنتخبين المحليين.