تقدم أمريكي يقول إنه عمل مخبرا سريا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف. بي. آي) ما بين 2004 و2008 بدعوى ضد هذا المكتب بتهمة التخلي عنه، وتعريض حياته للخطر رغم ما قدمه -حسب تعبيره- من معلومات حول عصابات المخدرات وحول المسلمين بعد تظاهره بدخول الإسلام. ويقول كريغ مونتل (47 عاما) إن عمله مع هذا المكتب شمل توفير المعلومات والمساعدة في قضايا تتعلق بالمخدرات والسطو على البنوك والتحقيقات المتعلقة بحوادث القتل، قبل أن يطلب منه العمل كمخبر سري يجمع المعلومات حول المسلمين بمقاطعة أورنغ كانتي ضمن جهود المكتب لمكافحة الإرهاب. ويزعم مونتل أن »أف. بي. آي« تخلى عنه على أثر مؤامرة فاشلة كانت تستهدف الكشف عن »مواد لصنع المتفجرات« في مسجد بتوستين. وفي هذه الدعوى يقول مونتل, إن مكتب التحقيقات نكص في وعوده التي قدم له لإخراجه من الوضع الذي يعيشه حاليا، وإن تلك الوعود شملت دفع رواتب وتعويضات تسريح إضافة إلى مساعدته في بدء حياة جديدة بهوية جديدة. وفي تعليقها على هذه الدعوى القضائية, قالت المتحدثة باسم (أف. بي. آي) إن الحكومة ستتاح لها الفرصة لدحض هذه الدعوى أمام المحكمة, واعتبرت لورا أميلر أن »هذه الادعاءات لا تعدو كونها محاولات يائسة من طرف مونتل لتحقيق مكاسب شخصية على حساب ضباط فرض القانون والجالية المسلمة بالولايات المتحدةالأمريكية«. ويقول مونتل إن عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي عرض حياته للخطر أكثر من مرة, وأنه بعد كشف حقيقته تعرض لتهديد بالقتل من »متشددين« إسلاميين أصدروا فتوى تهدر دمه, ومن عصابات للمافيا وغيرها, كلها مجمعة على هدف واحد هو »التخلص منه هو«. ويضيف الجاسوس السابق أنه أخبر مكتب التحقيقات بما يتعرض له من تهديدات، وأنه طالب بإدارج اسمه ضمن برنامج حماية الشهود. ويدعي مونتل أن أكثر مهامه حساسية تلك التي نفذها في إطار برنامج أطلق عليه اسم »عملية فلكس« ادعى فيها أن اسمه فاروق العزيز وأنه مسلم جديد من أصول سورية فرنسية, وتقول دعواه إن اسمه المستعار كان »أوراكل/ الكاهن« وأن تعليمات أصدرت له بالتجسس على الجالية الإسلامية. ولمزيد من التغطية على هويته الحقيقية, يقول مونتل إنه تعلم كتابة وقراءة ونطق اللغة العربية وأصبح ماهرا بدعائم الإسلام كما بدأ يغازل المسلمات. ويدعي المخبر السري المزعوم أنه بعد اندماجه الناجح بالجالية الإسلامية وخاصة مركز إيرفين, تقدم إليه بعض »المتشددين« لتحويله إلى »متطرف«. وأضاف أنه استطاع تقديم معلومات ل» أف. بي. آي« مكنت من توجيه تهم إلى أحمد الله سايس نيازي في فيفري الماضي. وحسب عميل ل »سي آي أي« قدم شهادة في جلسة محاكمة نيازي, فإن مخبرا سجل حديث نيازي وهو يحث على الجهاد ويهدد بتفجير مبان مهجورة, ويقول مونتل إنه هو المخبر المذكور في الشهادة. ولم توجه تهم الإرهاب لنيازي لكنه ينتظر المحاكمة بتهمة الكذب عندما تقدم للحصول على المواطنة الأمريكية, لأنه لم يكشف آنذاك علاقة نسيبه الوطيدة مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.