كيف لا أكون، أنا وكل الجزائريين، مناصرا لفريق بلادي، مندمجا مع أولئك الرجال الذين كانوا أبطالا في الميدان، كانت قلوبهم تنبض بحب الجزائر، تحدوهم الإرادة القوية في تحقيق الفوز ورفع الراية الوطنية شامخة وإعلاء مجد الوطن. لم يكن أعضاء المنتخب الوطن، وهم يواجهون منافسيهم بروح قتالية، طالبي مال ولا باحثين عن شهرة- وإن كان ذلك حقهم المشروع الذي لن يحظى به إلا الجديرون الأقوياء- ولم يكونوا مرتزقة أو متعاونين أجانب، بل كانوا جنودا في معركة حاسمة، جزائريين أصلاء، وطنيين حتى النخاع، ينتمون إلى الجزائر، يخافون عليها ويريدونها أن تنتصر لتفرح ويفرحون معها. لست هنا بحاجة إلى الإشادة بأداء هذا اللاعب أو ذاك أو انتقاء البعض دون البعض، لقد كانوا جميعا فريقا واحدا، في قمة التألق فنيا واستماتة وروحا وطنية.. كانوا ذلك الفريق المقاتل من أجل فوز الجزائر، يصبو بحسه الوطني إلى انتصار كبير يريد أن يحققه، كان في شوق إلى أن يتحدى وينجح، وقد كان له ما أراد عن جدارة. كانوا أبطالا بقامة الجزائر ورموزها وسمعة شهدائها والمكانة الراقية التي تستحقها، لم يربحوا فقط مباراة في كرة القدم، بل أكدوا قدرتهم على قهر المستحيل وعلى الاستماتة من أجل الدفاع عن كل ما يرمز إلى الوطن.. ذلك هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من تلك الملحمة البطولية التي قادها رجال أوفياء مخلصون، راسخون في وطنيتهم، واثقون من أنفسهم وعازمون على افتكاك النصر الكبير، وقد تحقق لهم ذلك عن استحقاق. لقد أبدعوا وأمتعوا، جاهدوا وصبروا، صمدوا ومكنوا الجماهير من أن تفرح.. إنها الروح الوطنية وهي تتجلى في مواجهة ما يتحداها، لقد كانت على المحك في امتحان مصيري، ليس في الخفاء وإنما أمام العالم كله، إنها الراية الوطنية التي تغذي شرايين أولئك الأبطال بالطاقة التي لا تنفد وبالدم الحار الذي يتدفق في الأجساد والأرواح من أجل الجزائر الحبيبة. إن من حق الشعب الجزائري كله أن يفرح ويعتز ويزهو ويفخر بانتصارات أبنائه.. فشكرا إلى كل أولئك الرجال الذين تزينوا براية وطنهم حبا واعتزازا وكانت لهم ذلك الوقود الحيوي الذي يجعلها دوما ساكنة في القلوب، شامخة في العلا ومنتصرة أبدا. ألف شكر لكل أعضاء منتخبنا الوطني، اسما اسما، على ما بذلوه من جهد وعطاء.. لقد لعبوا بشجاعة نادرة وكانوا قمة في الرجولة والصمود. وألف ألف شكر إلى كل الذين ساهموا في الانتصار وكانوا جزءا لا يتجزأ من الفريق الوطني، بل كانوا لاعبا بكل طاقات جسده وروحه، ينقل كل نقطة دم يملكها إلى شرايين أبطاله في الميدان. وألف ألف تحية إليكم أيها الأبطال.. مع كل الحب والتقدير والعرفان.